تنظر كاثي تريفليان من دون أي حماسة إلى طبقها، فهذه الدليل السياحي اللندنية (58 عاماً) قررت أن تعيش تحدياً يقوم على تأمين حاجاتها من الطعام بجنيه إسترليني واحد في اليوم في إطار حملة خيرية شارك في أكثر من 20 ألف شخص. وتقول متحدثة عن طبق الأرز الأبيض المزين بمكعبات خضار «عادة مع بعض البصل المقلي والثوم والتوابل يكون طعمه لا بأس به مع أن شكله الحالي ممل، لكن الأمر يستحق العناء». فمنذ يوم الاثنين قبلت كاثي أن تعيش التحدي على مدى خمسة أيام في إطار حملة «مالاريا نو مور» (لا مالاريا بعد اليوم) التي تأمل أن تجمع لها 500 جنيه إسترليني لدى أطراف راعية مهتمة بمسعاها هذا. والفكرة تقوم على جمع الأموال لجمعيات خيرية تهتم بالفقر ولفت الانتباه إلى بليون شخص يعيشون في العالم تحت فقر مدقع وبأقل من دولار ونصف الدولار في اليوم للفرد الواحد لتأمين القوت. وقبل البدء بهذه «الحمية» الخاصة الاثنين، خططت تيرفليان بدقة لوجبات الأسبوع كاملة مع مقارنة الأسعار. وتشمل قائمة التبضع الخاصة بها نصف كيس من الخبز المربع وست بيضات للفطور، والأرز الأبيض وكيس من الخضار المجلدة لطعام الغذاء والعشاء وعلبة من صلصة الكاري بسعر 26 سنتا لإضفاء نكهة على الأرز والخضار. ويضاف إلى ذلك رزمة من المعكرونة ونقانق نباتية كانت معروضة بسعر مخفض. وكان الموز المنتج الطازج الوحيد بين مشترياتها. أما بالنسبة للشاي فهو أمر لا مفر منه في هذا البلد، فهي اشترت المظاريف إلا أنها ستضطر إلى شربه من دون الحليب الذي يضيفه البريطانيون إلى فنجانهم. وتقول: «بخمسة جنيهات يمكن شراء ناموسية ستنقذ أرواح أطفال، وأنا أفكر بذلك كل الوقت»، مقرةً في الوقت ذاته أن الحمية التي تتبعها في مقابل جنيه واحد «لا تقارن بتاتاً بما يمر به بليون شخص في العالم، فوضعي أفضل بكثير». وبدأ هذا التحدي في استراليا في 2009 قبل أن ينتقل إلى بريطانيا والولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا. وقدم الممثلان الأسترالي هيو جاكمان والأميركي بن آفليك دعمهما للمشروع الذي يأمل أن يجمع خمسة ملايين دولار هذه السنة. إلا أن هذا النوع من التحديات غالباً ما ينتقد إذ أن الأشخاص الذين يقبلون القيام به يدركون جيداً أنهم سيتمكنون بعد خمسة أيام من شراء قهوتهم مجددا بسعر 2.75 جنيه إسترليني (3.27 يورو). ويقول هيو ايفانز الذي يرأس منظمة «غلوبال بوفرتي بروجيكت» التي أطلقت التحدي «لن نعرف أبداً حقيقة ما يعيشه الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع، ليس لدينا أي أوهام بهذا الشأن». لكنه يشير إلى أنه بعد خمسة أيام «يمكن للمرء أن يدرك آثار عدم الحصول على الكمية الكافية من السعرات الحرارية ويشعر بالجوع للمرة الأولى»، مشيراً إلى أنه فقد وعيه العام الماضي لدى مشاركته في التحدي.