مع استمرار سقوط القذائف الصاروخية من غزة على جنوب إسرائيل، لم يعد بمقدور الإسرائيليين الحديث اكثر عن نجاعة منظومة الدفاع الصاروخية "القبة الحديدية"، ولا المطالبة بموازنة جديدة لضمان شراء المزيد منها، لنصبها في مختلف المناطق المهددة بإطلاق الصواريخ باتجاهها. وقد اعتبر مدير مركز الحوار الاستراتيجي في نتانيا رؤوفين بديهتسور أن "المعطيات التي نشرها الجيش الإسرائيلي تحسم فشل هذه المنظومة"، كما وصفها ب"الأسطورة". واعتمد بديهتسور في وصفه هذا، على معطيات لسلاح الجو والجيش الإسرائيلي حول الصواريخ، التي أطلقت خلال عملية عامود السحاب على غزة، مقارنة مع الصواريخ التي أطلقت قبل نصب القبة الحديدية. وبحسب بديهتسور فقد "سجلت القبة الحديدية خلال عملية عامود السحاب، سلسلة أساطير، الأسطورة الأولى أن القبة الحديدية تنقذ الإسرائيليين من الصواريخ بعد ان تعترض الصواريخ الذي يطلقها الفلسطينيون وتسقطها قبل وصول الهدف".وقد أشار بديهتسور إلى أن المعطيات تؤكد أنه لا يوجد فرق بين عدد القتلى، قبل استعمال القبة الحديدية وبين عددهم وقت استعمال القبة الحديدية". ورأى أن "الأسطورة الثانية تكمن في نسبة اعتراض المنظومة للصواريخ، إذ أن المعطيات التي نشرها الجيش تشير الى أن القبة الحديدية اعترضت 421 قذيفة صاروخية من أصل 479 قذيفة"، وأكد أن "المعطيات على الأرض كشفت حقيقة مغايرة"، وكشف أن "العدد الحقيقي للقذائف الصاروخية التي أصابت المناطق المأهولة، المفترض أن تتصدى لها القبة الحديدية، هو ضعف ما أبلغ عنه الجيش على الأقل". وأشار إلى أن "نسب نجاح القبة الحديدية ضئيلة جداً ولا تصل إلى 90 في المئة كما يدعي الجيش". وقد أكدت معطيات لمنظمة "كيشف" الإسرائيلية "تزوير تقارير الجيش للحقائق على أرض الواقع". كما بينت المنظمة في تقريرها أن "ما يحصل على أرض الواقع من أضرار للسكان، مغاير كلياً لتقارير الجيش". وتذكر المنظمة تقارير ضريبة الأملاك منذ حرب لبنان الثانية وحتى "عامود السحاب"، مشيرةً إلى أنه "قدم بعد العملية العسكرية 3165 طلباً بسبب أضرار لممتلكات في أعقاب سقوط الصواريخ". وإزاء هذه المعطيات يأتي الاستنتاج أن "منظومة القبة الحديدية لم تحقق ذلك النجاح الذي يتجاوز 90 في المئة"، حسب تقارير الجيش الإسرائيلي.