تتحول أنظار أكبر قارات العالم إلى كوالالمبور ظهر اليوم (الخميس) إذ تحتضن الصراع الشرس على منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وعلى المقعد الآسيوي في تنفيذية «فيفا»، ويقف على منصة التحدي ثلاثة عرب «خليجيون» من الأربعة المتنافسين، بذلوا قصارى جهدهم من أجل كسب المنصب، فيما قال المرشح الغير عربي الوحيد التايلاندي ورواي ماكودي: «جئت هنا لأفوز». سلمان آل خليفة ويوسف السركال أبرز الحاضرين في الصراع الآسيوي، فالأول يصارع على جبهتين، الأولى تتمثل في الرئاسة، والثانية تهدف إلى خطف مقعد في الاتحاد الدولي «فيفا»، فيما يسعى القطري حسن الذوادي إلى المنافسة على المقعد ذاته. بهْو فندق مندرين في العاصمة الماليزية كوالالمبور شهد تحركات واسعة، والاجتماعات تواصلت فيها حتى ساعة متأخرة من مساء أمس ولعل الحدث الأبرز كان إعلان اتحاد شرق آسيا منح أصواتهم للشيخ سلمان آل خليفة ما منحه كسباً إعلامياً كبيراً. الحضور كان كبيراً للأسماء والشخصيات الدولية البارزة، بدءاً من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر ومروراً برئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني وانتهاء برئيس المجلس الأولمبي الآسيوي أحمد الفهد. فيما ظلت حسابات الأصوات المعقدة حديث الإعلاميين الذين تواجدوا في شكل كبير أغرى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ببيع حقوق بث الجمعية العمومية التي ستشهد الانتخابات بمبلغ كبير وصل إلى 120 ألف دولار. وكان الاتحاد الدولي (فيفا) أوقف ابن همام مدى الحياة في منتصف 2011، بعد اتهامه بشراء أصوات لاتحادات في منطقة الكونكاكاف في السباق على رئاسة الفيفا ضد السويسري جوزيف بلاتر، لكن القطري نفى جميع الاتهامات الموجهة إليه، ثم أعلن اعتزاله العمل الرياضي قبل أشهر قليلة بعد تقرير محكمة التحكيم الرياضي الذي أعلن عدم وجود أدلة كافية لإيقافه مدى الحياة. المعطيات تشير إلى أن المرشحين الأبرز للفوز بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي هما سلمان بن ابراهيم ويوسف السركال. وفي حين تتحدث تقارير عدة عن أفضلية للأول، فإن المرشح الإماراتي يعتبر أيضاً ذا فرصة كبيرة للفوز في حال الوصول إلى الجولة الثانية من التصويت. يشارك في التصويت ممثلو اتحادات كرة القدم في 46 دولة آسيوية، وقد يرتفع العدد إلى 47 دولة في حال وافقت الجمعية العمومية غير العادية غداً (قبيل بدء الانتخابات) على تصويت اتحاد بروناي. وبحسب نظام الانتخابات، فإنه يتعين على المرشح الحصول على ثلثي عدد الأصوات في الجولة الأولى من التصويت لكي يُعلن رئيساً للاتحاد الآسيوي، وإذا لم يجمع أي من المرشحين هذا العدد من الأصوات يتم اللجوء إلى جولة ثانية يخرج منها المرشح الذي ينال أدنى نسبة من الأصوات. وفي الجولة الثانية، يفوز بالرئاسة المرشح الذي ينال نصف عدد الأصوات زائد واحد في حال بقي مرشحان فقط، أما إذا كان عدد المرشحين أكثر من اثنين فيستثنى أيضاً الذي ينال أقل عدد من الأصوات وتستمر عملية التصويت بين المرشحين المتبقيين في جولة ثالثة والتي تحسم بالغالبية المطلقة أيضاً. وارتفعت حدة الانتخابات الآسيوية في الأيام الأخيرة، خصوصاً بعد انتقال المرشحين إلى كوالالمبور وحضور ممثلي جميع الاتحادات الآسيوية، إذ من المتوقع أن تكون الساعات الأخيرة التي تسبق موعد الجمعية العمومية قابلة للمتغيرات نظراً للاجتماعات المكثفة التي تحصل بين المرشحين والاتحادات الوطنية. وأبرز الحاضرين إلى هذه الانتخابات في أكبر قارات العالم من حيث المساحة الجغرافية والعدد السكاني، رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر، والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي. ولا ينكر أحد على الإطلاق أن بلاتر كان لاعباً مهماً في انتخابات 2009 بين ابن همام حين كان رئيساً للاتحاد الآسيوي والشيخ سلمان بن إبراهيم على عضوية المكتب التنفيذي للفيفا، والتي فاز فيها القطري بصعوبة بفارق صوتين (23-21) مع ورقتين بيضاوين. وما تزال تتردد تدخلات بلاتر في تلك الانتخابات حتى الآن، إذ يشير كل من المعسكرين إلى تدخل بلاتر ضده. وزادت انتخابات 2009 الشرذَمة داخل أسرة كرة القدم الآسيوية، وأدت قضية ابن همام ومشكلته مع الفيفا ثم إيقافه إلى مزيد من الضعف في أحد أكبر اتحاد قاري في العالم الذي شغله بالوكالة الصيني جانغ جيلونغ نحو عامين. وتشير أجواء الانتخابات الحالية إلى انقسام حاد استعملت فيه في الأيام الأخيرة نفس الأسلحة تقريباً التي خبرها الجميع في انتخابات 2009، من اتهامات بشراء الأصوات التي ترافق كل انتخابات وصولاً إلى تدخل المجلس الأولمبي الآسيوي برئاسة الشيخ أحمد الفهد من دون تقديم أدلة على ذلك، أضيف إليها هذه المرة عنوان لم تتضح أهدافه باتهام للشيخ سلمان بن إبراهيم ورد عبر موقع إلكتروني بانتهاك حقوق الإنسان عبر حبس لاعبين في التظاهرات الضخمة التي ضربت البحرين قبل أكثر من عامين. ويتعامل بلاتر مع الانتخابات الآسيوية بحذر شديد هذه المرة، فهو يعرف المرشحين الأربعة جيداً وإن بدرجات متفاوتة، لكنه أعلن أنه لا يدعم مرشحاً بعنيه وأنه على الحياد. وأياً تكن النتيجة غداً، فإنه تقع على عاتق الرئيس الجديد مهمة صعبة لإعادة لمّ شمل الأسرة الآسيوية التي تشرذمت كثيراً في الأعوام الماضية، وكان هذا العنوان رئيساً في برامج المرشحين، إذ حمل برنامج الشيخ سلمان شعار «آسيا المتحدة»، وبرنامج السركال عنوان «آسيا بالقلب»، حتى إن برنامج حافظ المدلج كان بشعار «حافظ على آسيا»، حتى إن ماكودي طالب أسرة كرة القدم الآسيوية «بضرورة التكاتف ونبذ الخلافات»، معتبراً أن الانتخابات «تسببت بشرخ كبير في العلاقة بين أعضاء الاتحاد الآسيوي». يضاف إلى ذلك مهمة «تنظيف» سمعة الكرة الآسيوية من الفساد والتلاعب بنتائج المباريات عبر الرشوة والمراهنات وأمور أخرى كثيرة.