استضاف برنامج «الثامنة»، الذي يناقش سلسلة مواضيع تُعنى بالقضايا والمشكلات الاجتماعية، الذي يُبث عبر قناة «mbc»، مجموعة من المبتعثين في حلقة يوم الأربعاء الماضي «24 نيسان (أبريل) الماضي، تحت عنوان «المبتعثون المتفوقون»، مقدم البرنامج طرح بعض القضايا والمشكلات الاجتماعية من دون علاج لهذه المشكلات، كما أنه لم يكن ملماً بجميع المعلومات المتعلقة بهذه القضايا التي يناقشها، إضافة إلى انجرافه الواضح مع القضايا التي يطرحها مع ضيوفه، متجاهلاً أسباب القضايا، والدليل على هذا حين ادعى أن «الجامعات السعودية غير مهتمة باستقطاب المبتعثين المميزين»، وأن «الجامعات تقوم باستفزاز المبتعثين، من خلال التقليل من قدراتهم وتخصصاتهم». كان ضمن الحضور إحدى المبتعثات، الحاصلة على درجة البكالوريوس في مجال التربية الفنية، الباحثة حالياً في العمارة الشرقية في بريطانيا، التي تطمح إلى العمل في المجال الأكاديمي، من خلال تقدمها لكلية الهندسة في إحدى الجامعات السعودية، وذكرت أنها متذمرة من رفض وكيل الجامعة لطلبها، كون تخصصها «فنية»، فهي تطالب بالعمل في إحدى الجامعات في قسم العمارة، ويؤيدها في ذلك مقدم البرنامج، المستاء من رفض وكيل الجامعة لطلبها، كونها «متخصصة»، متجاهلاً تماماً نوعية تخصصها الأساسي، الذي يتعارض مع الهندسة المعمارية، كونها تحمل «بكالوريوساً» في التربية الفنية، وهذا في تصوري جهل من مقدم البرنامج، إذ إن كلية العمارة، أو الهندسة، أو التصاميم، تحتاج إلى خريج، أو خريجة هندسة معمارية، أما تخصص التربية الفنية؛ فمجالها مدارس التعليم العام، التابعة لوزارة التربية والتعليم. نحن محتاجون لمثل هذه التخصصات التي تطور المناهج الفنية في التربية والتعليم، لتصبح لدينا طالبات مبدعات في الفن وتخصصاته المتعددة، أما مجال العمارة؛ فيتطلب الإلمام بالعلوم الأساسية للهندسة المعمارية، من خلال التعليم الجامعي لمرحلة البكالوريوس، أما بالنسبة للأكاديمية، التي حاولت استقطابها «على حد قولها»، وهي غير سعودية، فهذا ليس دليلاً على أن الجامعات السعودية غير مهتمة بأبناء البلد، على العكس تماماً، هناك تخصصات نادرة، تتطلب استقطاب غير السعوديين في الفترة الراهنة، في ظل عدم وجود الكفاءات السعودية. كما أن تعاطف مقدم البرنامج مع ضيوفه بشكل مفتعل، لا يليق تماماً، إذ يُعاب عليه انفعاله المتكرر، وغالباً تكون هذه الانفعالات والصراخ مُفتعلة، للإثارة، أو لحصد تعاطف الملتقى «المشاهد» معه، متجاهلاً الأسباب الجوهرية، واعتماده على الإثارة فقط. عضو هيئة تدريس بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام