يسعى مسلسل تلفزيوني روسي الى تعريف الشباب بتفاصيل كارثة تشيرنوبيل النووية الأسوأ في تاريخ البشرية، بعدما حاولت موسكو لسنوات التكتم عنها. وتجري احداث هذا العمل في استوديو يحاكي تصميمه محطة تشيرنوبيل النووية، وفي الحلقة الاولى منه تسمع عبارة: «في يوم من الايام، قبل زمن طويل لم يعد يذكره أحد، كان هناك بلد اسمه الاتحاد السوفياتي». وهكذا يغوص مسلسل «تشيرنوبيل، المنطقة المحرمة» في تفاصيل تلك الكارثة التي وقعت بسبب انفجار المحطة النووية في اوكرانيا في العام 1986. وما زالت حصيلة الخسائر البشرية لهذه الكارثة محل خلاف وجدل حتى اليوم، فالقبضة الحديد على الاعلام وانتشار الاخبار في الحقبة الشيوعية، وعدم متابعة الضحايا في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي، اضافة الى النفوذ الواسع للمستفيدين من النشاطات النووية في العالم، كلها جعلت الشفافية في تقويم ما جرى في تشيرنوبيل امراً غير ممكن. فالهيئة العلمية المتخصصة بآثار الاشعاعات التابعة للامم المتحدة لا تعترف سوى بسقوط 31 قتيلاً من عمال في المحطة ورجال الاطفاء نتيجة مباشرة للكارثة، الا ان منظمة غرينبيس تتحدث عن مئة الف فقدوا أرواحهم جراء التلوث الاشعاعي. المسلسل الذي بدأ عرضه الاثنين على شبكة «تي ان تي»، يتتبع خمسة شباب من موسكو ينطلقون في رحلة في السيارات وصولاً الى قرية بريبيات الاوكرانية التي كان يقيم فيها عمال المحطة المنكوبة، والتي اخليت تماماً من السكان بعد الانفجار. ويعرض صوراً لتلك المرحلة تعيد رسم وقائعها. وتقول افغيني نيكيشوف المشاركة في كتابة السيناريو: «أردت من هذا العمل ان أروي ما جرى لجمهور لم يتح له الاطلاع على ذلك ولا التعاطف مع ضحايا هذه الكارثة»، وهي كانت في سن السابعة حين وقعت الحادثة. ومع ان القيّمين على المسلسل اجتهدوا في التزام الدقة في الاحداث والوقائع، الا انهم لم يريدوا لهذا العمل ان يكون وثائقياً. ويقول الكسندر دولران مدير الانتاج في شبكة «تي ان تي» ان المسلسل «يتركز حول الصورة التي كوّنها الناس في اذهانهم عن كارثة تشيرنوبيل».