أكد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير نواب أن «مفاعل بوشهر» الإيراني قد يتأثر بأي هزة أرضية تحدث مستقبلاً في حزام جبال زاجروس في إيران، مشيراً إلى احتمالية تأثر دول الخليج بانتشار الغازات التي تصدر منه في حال كانت الرياح باتجاهها. وقال الدكتور نواب ل «الحياة» إنه في حال تأثر «مفاعل بوشهر» الإيراني بأي هزة أرضية وحصل فيه تصدع وانتشرت منه الغازات والمياه الثقيلة وكانت الرياح في اتجاه دول الخليج، فإنها ستتأثر به من دون أدنى شك، مطالباً بإنشاء هيئات لوضع معايير ومقاييس يجب تطبيقها في حال حدوث زلزال مدمر لا قدر الله في منطقة المفاعل. وأضاف «يجب على دول مجلس التعاون أن لا تنتظر حدوث الكارثة، ولابد من إنشاء هيئات لوضع معايير ومقاييس وإجراءات يجب أن يؤخذ بها فيما لو حدثت أي مشكلة في «مفاعل بوشهر»، إضافة إلى الخطوات التي تتخذ مباشرة في المنطقة القريبة سواء من جانب الدفاع المدني أم الجهات الأخرى». وفي ما يتعلق بالتوقعات الخاصة بالزلازل، أوضح الدكتور نواب أن كلمة «توقع» كبيرة المعنى، ولا يعني بالضرورة أن التوقعات ستحدث، مشيراً إلى عدم وجود مشكلة في التوقعات، كما أنه لا توجد أي جهة في العالم تستطيع تحديد موعد الزلزال المقبل، مكانه، وقوته، وهذا الأمر غير متاح للإنسان معرفته لا في أميركا ولا في اليابان. وأفاد بأن الزلازل لها أحزمة معروفة عند المتخصصين والعلماء حول الكرة الأرضية، وهي مناطق مفصلية بين الصفائح الموجودة على سطح الكرة الأرضية وتتحرك بموجبها، لافتاً إلى وجود ثلاث مناطق أساسية واحدة منها هي الصفيحة العربية وتشمل الجزيرة العربية بالكامل، شمال الجزيرة العربية بما في ذلك الأردن وسورية، وإلى الشرق من ذلك توجد الصفيحة الإيرانية وهي امتداد للصفيحة الأوروآسيوية، إضافة إلى الصفيحة الهندية. وقال إن حركة الصفيحة العربية في اتجاه الشمال الشرقي تجعلها تتصادم مع الصفيحة الأوروآسيوية الموجودة فيها إيران وتنتج منها حركة الهزات الأرضية في حزام جبال زاجروس وهو ما حدث قبل أيام في إيران، مبيناً أن الزلزال بلغت قوته نحو 6.4 درجة من 10 على مقياس ريختر. وأوضح أن الهزة شعر بها من في الجزيرة العربية ودول الخليج وانزعج منها الناس، وقيل حتى بعض سكان المناطق في الرياض شعروا بالهزة الأرضية عند الساعة الثانية ظهراً، مؤكداً أن هذا الحزام دائماً ما يتعرض للحركات والهزات الأرضية، وهو ليس بغريب، والعلماء دائماً يتوقعون حدوث الزلازل في هذا الحزام. وأفاد بأن هزة أرضية أخرى حدثت ولكن ليست في نفس حزام جبال زاجروس، إنما حدثت في الحزام الموجود إلى الشرق على الحدود الهندية الباكستانية مع إيران، إذ بلغت قوته نحو 7.8 درجة من 10 على مقياس ريختر، وهو يبعد حوالى 1.200 كيلو متر عن الخليج و نحو 1.100 كيلو متر من مفاعل «بوشهر». وتابع «المسؤولون في إيران أفادوا بأن مفاعل «بوشهر» صمم ليتحمل زلزالاً قوته نحو ثماني درجات، والمقصود أن يكون الزلزال أو مركز الزلزال تحت المفاعل، ليكون التأثير مباشراً على المفاعل ويتحمل إلى ثماني درجات، ومن مبدأ السيادة فهم لا يسمحون للناس الذهاب إلى المكان لاختبار صحة كلامهم، فلو افترضنا أنهم سيأخذون في الاعتبار مصالح الشعب الإيراني، فلا أعتقد أنهم سيفرطون في مصلحة الشعب الإيراني أو يضحون به ويقولون إن المفاعل يتحمل زلزالاً قوته ثماني درجات، وهو يكون يتحمل فقط زلزالاً قوته ست درجات».