فقد أداء الحكومة الإيطالية الجديدة القسم الدستوري أمس، بريقه بعدما أطلق رجل عاطل من العمل أمام قصر كيجي، مقر رئاسة الحكومة، سبع رصاصات صوب عضوين في الشرطة العسكرية كانا ضمن حرس المقر، وأصابه أحدهما بجروح خطرة في رقبته، والآخر في ساقه. وأفادت تقارير بأن سيّدة حُبلى كانت قرب المكان، أُصيبت بجروح طفيفة ونُقلت إلى مستشفى. منفّذ العملية لويجي بريتي الذي وُلِد عام 1964، حاول الهرب بعد إطلاقه النار، لكن الشرطة أوقفته. وروى شرطي ساهم في اعتقاله، أنه صرخ بهم: «اقتلوني الآن، أقتلوني أتوسّل إليكم». وقال بييرفيليبو لافياني، نائب المدعي العام في روما، إن بريتي أبلغ المحققين أنه نفّذ فعلته بسبب غضبه من الساسة. وأضاف أن الجاني كان «يائساً، فقد عمله، فقد كل شيء». وزاد أنه «أراد إطلاق النار على ساسة، ولكنه أطلق النار على شرطيين، بعد عجزه عن الاقتراب من أي سياسي». وزاد لافياني أن بريتي «أعترف بكل شيء»، ولم يظهر أنه مختل عقلياً. وأكدت مصادر أن الجاني مختلّ عقلياً، ولا سوابق جرمية له، لكن مصادر أخرى نقلت عن شقيقه إن «لويجي ليس مختلاً عقلياً، بل إنسان اعتيادي فقد عمله ويواجه مصاعب مع عائلته»، فيما ذُهلت زوجته ممّا فعل. ولبريتي ابن عمره 10 سنوات، وأمضى الشهور السابقة في البحث عن عمل في مدن إيطالية. ولم تستبعد مصادر قضائية أن تُقرّر النيابة إخضاعه لفحص طبي، للتأكد من وضعه العقلي. ووقع الحادث فيما كانت الحكومة برئاسة إنريكو ليتّا، تؤدي القسم الدستوري أمام الرئيس جورجو نابوليتانو الذي أُبلغ بالنبأ، بعد لحظات على حدوثه، فأوعز بإلغاء الاحتفالات التقليدية لدى تشكيل حكومة جديدة، والتقى فوراً وزراء يتولون حقائب متصلة بالشأن الأمني. وطلبت وكيلة النيابة آنتونيلا نيسبولو من قاضي التحقيق تثبيت توقيف الجاني، واتهامه بالشروع بالقتل العمد وحمل سلاح في شكل غير قانوني. ما يُثير مخاوف المحقّقين هو ألاّ يكون فعل بريتي معزولاً، بل أن يكون هناك من سلّحه واستغلّ وضعه الخاص، لارتكاب جريمة هدفها بلبلة الأوضاع، في لحظة حرجة تمرّ بها إيطاليا، بعد إخفاق الأحزاب في التوصل إلى غالبية في مجلس النواب. وما يدفع المحقّقين إلى التخفيف من الكلام عن خلل عقلي مفترض لبريتي، هو أن الأخير استعدّ للعملية في شكل كامل، وارتدى ثياباً أنيقة وربطة عنق، أتاحت عبوره ساحة مقرّ الحكومة من دون أن يثير انتباه أجهزة الأمن، وأنه صوّب رصاصاته إلى رؤوس الشرطيين وأرجلهم، علماً أنهم كانوا يرتدون بزّات واقية من الرصاص. لكن وزير الداخلية أنجلينو ألفانو رجّح أن يكون الحادث «تصرّفاً فردياً»، معتبراً أن لا شيء مقلقاً في شأن الوضع الأمني، لكنه أعلن تكثيف تدابير وقائية في محيط أهداف محتملة.