اعتقلت شرطة بنغلادش أمس اثنين من مالكي مصانع ألبسة كانت تشغل المبنى المشيّد بطريقة غير قانونية وانهار ومهندسين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 341 عاملاً. وكانت الشرطة اعتقلت اثنين من أفراد عائلة صاحب المبنى المنهار لإجباره على تسليم نفسه، وأخطرت سلطات المطار والحدود بمنعه من السفر لئلا يهرب. وقال نائب قائد شرطة دكا شيامل موخرجي: «اعتقلنا بعد منتصف الليل بازلوس صمد رئيس ورشات نيو ويف باتن ونيو ويف ستايل ومحمد الرحمن تبش المدير العام لأحد هذه المشاغل». وزاد أن الشرطة فتحت تحقيقاً بحق هذين المسؤولين بتهمة «التسبب بالموت بسبب الإهمال»، بعدما صرحت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد أن العمال أجبروا على العودة إلى مشاغلهم على رغم من ظهور تشققات في المبنى. وقال مسؤول في «نيوو ويف ستايل» أحد خمسة مشاغل في المبنى، أن رئيسه استشار مهندساً ثم تجاهل بعد ذلك تحذيراته. وذكر ناجون أن تشققات ظهرت بوضوح على المبنى مساء الثلثاء، لكن مسؤولي المصنع طلبوا من العمال العودة إلى مراكز الإنتاج على رغم أمر أصدرته الشرطة بإخلاء المبنى. وقال حبيب الرحمن قائد شرطة منطقة داكا، أن صاحب مبنى رنا بلازا هو محمد سهيل رنا أحد قيادي جبهة الشباب في حزب رابطة عوامي الحاكم. واتضح أن المبنى شيّد في موقع بركة تمت تغطيتها بالرمال والتراب ما يعني أن الأساسات ضعيفة للغاية. وكانت الشيخة حسينة واجد شددت على ضرورة معاقبة المتورطين، مؤكدة أنه «سيتم العثور عليهما ومحاكمتهما». وارتفعت حصيلة قتلى الانهيار بعدما عثر رجال الإنقاذ على جثث جديدة تحت الأنقاض، وفق نائب قائد الشرطة، الذي أضاف أنه عثر على ناجين أيضاً في الليل، لكن لا يزال حوالى 900 عامل في عداد المفقودين. وتبذل جهود مضنية لإخراج 15 شخصاً محاصرين تحت كومة من الخرسانة المدمرة، ويزوَّدون بطعام جاف وعبوات ماء وأوكسجين. ويقوم عناصر الإنقاذ بعملهم المضني متتبعين صرخات ونداءات الضحايا المطمورين تحت أطنان من الردم والمعدن وسط الموقع الذي يشبه ما حصل فيه آثار زلزال. وحيّا ميزان الرحمن نائب مدير خدمات الإطفاء «الناس العاديين الذين تحلوا بالشجاعة للدخول وسط الإنقاض لإنقاذ عمال في حين لم يتجرأ المحترفون على الإقدام على المخاطرة». وجرت صدامات عنيفة بين الشرطة في بنغلادش وآلاف المتظاهرين الذين هاجموا المصانع إثر انهيار المبنى. وأطلقت الشرطة رصاصاً مطاطياً وغازاً مسيلاً للدموع على الحشد الغاضب في سافار بضاحية دكا، حيث انهار مبنى رانا بلازا المكون من ثماني طبقات الأربعاء الماضي. ويشغل المصنع طوابقه العليا، التي قال مسؤولون إنها أضيفت في شكل غير قانوني. وهو أسوأ حادث في تاريخ الصناعة في بنغلادش الدولة الفقيرة في جنوب آسيا، التي جعلت من صناعة النسيج محوراً لاقتصادها.