أعلن الرئيس محمود عباس أمس انه قرر ان يبدأ مشاوراته لتشكيل حكومة توافق وطني يفترض ان تكون برئاسته، علماً ان المدة القانونية (أسبوعان) على تقديم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض استقالته من منصبه، والتي وافق عليها الرئيس الفلسطيني، انتهت امس، الأمر الذي يحتم تشكيل حكومة جديدة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن عباس الموجود في ايطاليا حالياً قوله إن بدء هذه المشاورات «سيكون وفقاً لإعلان الدوحة وتنفيذاً للجدول الذي أقرته القيادة الفلسطينية في اجتماعات تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية والتي انعقدت في القاهرة» في الثامن من شباط (فبراير) الماضي. وكانت القيادة الفلسطينية أعلنت في ذلك التاريخ ايضاً التوافق على انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني. وجاء في بيان «وفا» ان بدء المشاورات يستند ايضاً الى «التوافق على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، وتنفيذاً لما أكدته اللجنة التنفيذية في اجتماعها الأخير في رام الله» في 18 نيسان (ابريل) الجاري. ودعا عباس في بيانه «القوى والفصائل والفعاليات كافة الى التعاون من اجل سرعة انجاز ذلك حتى يتمكن من اصدار مرسومين بالتزامن، احدهما خاص بتشكيل حكومة التوافق من كفاءات مهنية مستقلة، والآخر بتحديد موعد إجراء الانتخابات بعد أن أنجزت لجنة الانتخابات المركزية تحديد سجل الناخبين». ووفق اجتماع لجنة تفعيل منظمة التحرير الذي عقد في القاهرة، وكذلك اعلان الدوحة في شباط (فبراير) من عام 2012 بين «فتح» و «حماس»، فإن عباس هو من سيكلف بمنصب رئيس الحكومة من المستقلين تتولى مهمة الاعداد للانتخابات العامة. «حماس» من جهته، قال الناطق باسم «حماس» سامي ابو زهري لوكالة «فرانس برس»: «اي حكومة يجب تشكيلها من خلال تنفيذ اتفاق المصالحة والتشاور والتوافق مع حماس، حسب نص الاتفاق مع حماس، واي خطوات منفردة ستترك آثاراً عكسية بالغة على مستقبل اتفاق المصالحة». وأوضح: «لم يتم التشاور مع حماس في هذا الشأن حتى الآن». وقال مسؤول في «حماس» إن لدى الحركة موقفاً ثابتاً في «الحرص على إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام»، مضيفاً أنها قدمت «مرونة عالية لتسهيل التوصل إلى اتفاق المصالحة في القاهرة وإعلان الدوحة». ودعا المسؤول عباس وحركة «فتح» والفصائل الفلسطينية إلى «مباشرة إنجاز المصالحة وفق ما تم التوصل إليه في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة». وأكد «ضرورة السير بإنجاز ملفات المصالحة الخمسة (تشكيل الحكومة، الانتخابات الرئاسية والتشريعية، المجلس الوطني ومنظمة التحرير، الحريات العامة والمصالحة المجتمعية) كرزمة واحدة بالتوازي، وفق ما تم الاتفاق عليه». واعتبر أن «طي ملف الانقسام وإنجاز مصالحة وطنية حقيقية يتطلبان ضرورة تفعيل ملفات المصالحة كافة وإنجازها، وعدم اختزالها في ملف أو ملفين». من جهة اخرى، حصل الرئيس عباس أمس على صفة «مواطن فخري» في مدينة نابولي حيث شكر إيطاليا لدعمها. وأفادت وكالة «انسا» الإيطالية للأنباء أنه خلال المراسم التي حصل خلالها على الميدالية الذهبية من هذه المدينةجنوب إيطاليا، أبدى الرئيس الفلسطيني «اعتزازه بأن يكون أصبح من نابولي». وقال: «آمل في أن نتمكن في أسرع وقت من الاحتفال بالتوأمة بين مدينتكم والقدس الشرقية، العاصمة المستقبلية لدولة فلسطين». من جانبه، اعرب رئيس بلدية نابولي لويجي دي ماجيستريس، عن أمله في أن تتمكن نابولي من إطلاق عملية سلام للأراضي الفلسطينية. وقال: «نشعر بأننا إخوة للمجموعات الفلسطينية والمجموعات اليهودية، ونريد أن تعيش هذه الشعوب بسلام»، مضيفاً: «نابولي مدينة سلام. تاريخنا مصنوع هكذا، من الكثير من المجموعات المختلفة، حيث الآخر ليس أبداً عدواً». واغتنم الرئيس الفلسطيني الفرصة لشكر إيطاليا، خصوصاً على تصويتها لصالح منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة. وقال: «الشعب الفلسطيني لن ينسى يوماً الدعم الذي تلقاه من الدولة الإيطالية خلال السنوات الأخيرة»، متوجهاً خصوصا بالشكر لمن وصفه ب «الصديق جورجيو نابوليتانو» الذي أعيد انتخابه الإثنين رئيساً لإيطاليا. وأضاف: «نعلم أن إيطاليا تضغط لصالح عملية السلام، وان الولاياتالمتحدة لديها تصميم أيضاً، فلتغتنم إسرائيل هذه الفرصة التي يمكن ألا تتكرر في المستقبل. نحن نعمل من أجل ذلك، من أجل سلام حقيقي، وأن تتمكن إسرائيل من العيش بسلام وأمن».