أعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبيرغ أن الشقيقين الشيشانيين جوهر وتيمورلانك تسارناييف المتهمين بتنفيذ تفجيرات بوسطن في 15 الشهر الجاري خططا أيضاً لشن هجوم في ساحة «تايمز سكوير» بنيويورك، وذلك باستخدام متفجرات شبيهة بتلك التي استعملاها في اعتداء بوسطن الذي أسفر عن 3 قتلى و264 جريحاً، إضافة إلى خمس عبوات وقنابل يدوية الصنع كانت لا تزال معهما لدى هروبهما على متن سيارة مرسيدس استوليا عليها. وأوضح بلومبيرغ أن هذه المعلومات نتجت من اعترافات أدلى بها جوهر إلى مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي)، خلال استجوابه في مستشفى خضع فيه لعلاج بعد اعتقاله، وذلك قبل نقله أمس إلى سجن «فورت ديفينز» بولاية ماساتشوستس، وقال إن «المعلومات تذكرنا بأننا ما زلنا مستهدفين من الإرهابيين». وصرح رئيس شرطة نيويورك، راي كيلي، بأن جوهر (19 سنة) وشقيقه الأكبر تيمورلنك قررا «فجأة» التوجه إلى نيويورك، حين كانا يهربان في سيارتهما بسرعة في شوارع بوسطن، وعلى متنها ست قنابل على الأقل. وزاد: «فشل مخطط الشقيقين حين أدركا أن السيارة التي استوليا عليها لا تحتوي كمية كافية من الوقود، فاستغل السائق الفرصة للهرب وإبلاغ الشرطة» التي أطلقت على الفور عملية مطاردة واسعة شارك فيها آلاف من رجالها. لكن الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب مايك روجرز استبعد هذه الفرضية، مرجحاً تخطيط الشقيقين للاختباء في نيويورك، وشن هجوم آخر في بوسطن، علماً أن شرطة نيويورك عززت إجراءات الأمن في ساحة «تايمز سكوير» منذ تنفيذ محاولة فاشلة عام 2010 لتفجير سيارة مفخخة. وأشار روجرز إلى أن جوهر، المصاب بطلق ناري في الحنجرة، توقف عن التعاون مع السلطات بعد إنذاره بضرورة التزام الصمت واستشارة محام، وطالب باستجواب أشخاص آخرين في القضية. وفي داغستان، اتهمت والدة الشقيقين زبيدة السلطات الأميركية بقتل الشقيق الأكبر تيمورلانك بلا مبرر. وأسفت لانتقال العائلة للعيش في الولاياتالمتحدة عام 2002، وقالت باكية: «قتل تيمورلانك بوحشية، وأريد أن أصرخ للعالم ماذا فعلتم؟ لقد كان حياً». وأضافت: «أعرف أمراً واحداً، وهو أن ولداي لم ينفذا اعتداء بوسطن». الثغرات في غضون ذلك، أعلن مسؤولون في الإدارة الأميركية أن السلطات تعاملت دائماً بتشكيك مع معلومات الاستخبارات الروسية الخاصة بالارهاب، مما يثير تساؤلات إذا كان «النقص في الثقة» أثر في تحديد إذا كان تيمورلانك شكل خطراً. وقد يعقد انقطاع التعاون الاستخباراتي بين الولاياتالمتحدةوروسيا خطط التعاون الأمني استعداداً لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في منتجع سوتشي الروسي الذي يطل على البحر الأسود، ولا يبعد كثيراً عن منطقة شمال القوقاز المضطربة في روسيا. ويعتبر مسؤولون أميركيون أن المعلومات الخاصة بمكافحة الإرهاب مصدرها الصراع الذي تخوضه موسكو مع متشددين إسلاميين شمال القوقاز، وهم يقولون إن معلومات قليلة قدمتها موسكو في قضية تسارناييف. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية: «يقدم الروس استفسارات كثيرة زائفة عن أشخاص غير إرهابيين، ما يحتم تشكيك البعض بها. كما أن اللائحة الروسية لأولئك الذين يخضعون لرقابة تتضمن عادة معارضين سياسيين وناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان، ويجري الخلط بينهم وبين المتشددين. ورفضت السفارة الروسية في واشنطن التعليق على تصريحات المسؤولين الأميركيين، ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي حذر مرات من خطر المتشددين في القوقاز قد يشعر أن هجوم بوسطن أضفى صدقية على تحذيراته. وفي سياق آخر، يرى خبراء أن التحقيق في اعتداء بوسطن يكشف عدم فاعلية آليات مكافحة الإرهاب الأميركية، والتي تعتمدها وكالات الاستخبارات «المتنافسة» أحياناً لمطاردة تهديدات محتملة قبل أن تتخذ منحى درامياً. وقال كريستيان بيكنر، المدير المساعد للمعهد السياسي حول الأمن القومي في جامعة «جورج تاون» بواشنطن إن «النظام الأميركي المعقد جداً جعل وزارة الأمن الداخلي ترصد سفره مطلع عام 2012، ولكن ليس مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) على رغم أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) سجلته على لائحة الإرهابيين المحتملين لمراقبتهم». ورأى مايكل جرمان، العميل السابق ل «أف بي آي» أن «المشكلة تتمثل في عدم وجود لائحة واحدة بل لوائح مليئة بعدد كبير من الأبرياء، ومعلومات خاطئة لا تثق قوات الأمن نفسها بها». وتتضمن لائحة «تايد» الرئيسية التي يعدها المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، حوالى نصف مليون «إرهابي»، قال جرمان: «اعتقد بأن لا أحد يتصور جدياً أن هناك نصف مليون إرهابي، كما تحتوي اللوائح أسماء مستعارة بأعداد وافرة وهويات مزدوجة وكتابات مختلفة للأسماء، ما يؤدي إلى انحراف المسار وأخطاء في الحكم. وفيما تملك «أف بي آي» لائحتها الخاصة للمراقبة، وكذلك وزارة الأمن الداخلي ومصلحة الجمارك وسلطات الطيران، فشلت محاولات كثيرة لتوحيد النظام منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر)، اعتبر جيفري أديكوت مدير مركز القانون والإرهاب في جامعة سانت ماري بتكساس أن «المشكلة تكمن في نقص التنسيق، وتنافسها لتكون السباقة في الحصول على معلومة، والتباهي بأنها ساهمت في إحباط مخطط اعتداء». وذكّر اديكوت بأن والد عمر فاروق عبد المطلب الذي نفذ اعتداءً فاشلاً على متن طائرة ركاب في يوم عيد الميلاد عام 2009، أبلغ وزارة الخارجية الأميركية بأن نجله إرهابي محتمل، ولكن هذه المعلومة لم تنقل إلى باقي الوكالات الأخرى. كما لفت إلى أن «أف بي آي» ووزارة الأمن الداخلي والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب تستخدم معايير مختلفة كي تقرر وضع شخص تحت المراقبة، و «هي معايير غامضة واستنسابية». وفي 2010، أكد تقرير للمفتش العام أن لائحة «أف بي آي» تشير إلى ناشطين سياسيين لم يشكلوا أي تهديد، واعتبر أن أسماء «لم تدرج في الوقت المناسب، وأن أخرى شطبت بعد سنوات من تبييض صفحتها». مراسم تأبين في تكساس، واسى الرئيس باراك أوباما أقارب وأصدقاء رجال أطفاء قتلوا في انفجار مصنع أسمدة ببلدة ويست الصغيرة بولاية تكساس الأسبوع الماضي. وقال أوباما في مراسم التأبين التي حضرها أكثر من 9 آلاف شخص اكتظ بهم ملعب لكرة السلة في جامعة بايلور في مدينة واكو: «ليس الأسر والجيران الذين يعانون خسارة لا تطاق وحدهم في هذا المصاب، وأننا لن ننساهم، على رغم أننا لا نعيش جميعاً في تكساس». وطمأن أوباما سكان تكساس إلى أن السلطات ستساعد في إعادة بناء البلدة التي يقطنها 2800 شخص، علماً أن لجنة تحقيق لم تحدد سبب الانفجار الذي أسفر عن 12 قتيلاً وحوالى 200 جريح.