تعتقد النساء أن الرجال محظوظون لأن زيهم بسيط، ثوب وشماغ، وأن الثياب متقاربة الألوان والأشكال، وهن لا يعرفن أن هذا التقارب هو ما أفرز المشكلة، فطالبو التميز يبذلون جهداً أكثر من جهد امرأة تبحث عن فستان «ما حصل ولا في الخيال». وفي هذا الموسم، يبدأ الشباب رحلة البحث عن الأقمشة، ولفتني في أحد المواضيع عن الثياب قول بائع متخصص أن أغبى سؤال أو طلب هو «عطني أغلى قماش عندك»، والبديل الصحيح هو «أفضل قماش»، وثاني أغبى طلب هو، «عطني قماشاً يكرف 10 سنوات»، وربما يريد صاحبنا استخدامه ثوباً وشراعاً وخيمة في الوقت نفسه. اما الطلب المحوري فهو، «ابغى قماشاً ما يتغير لونه»، وهذا السؤال سلاح ذو حدين، فكل الأقمشة يتغير لونها وبالذات الأبيض، ولكن ميزة هذا السؤال انه يكشف لك صدقية البائع، فإذا قال لك إنه ما يتغير فهو «نصّاب» أو جاهل بمهنته. ينصحك البائع الخبير أن تحدد هدفك قبل دخولك للمحل، فإذا كنت تريد اقمشة السلك والبوليستر يمكنك مثلاً القول: «أريد قماش سلك ابيض سادة خفيف وطايح» لتختصر المشوار عليك وعلى البائع، واذا كان هدفك القطن قل: «أبغى قطن ابيض ناعم ومخطط». والزبون الذكي، وهو بالطبع ليس أنا، وربما ليس انت غالباً، لانك ستنسى ان تأخذ هذا المقال معك للسوق، هذا الزبون يدخل ويسأل: «عندك قطن تويوبو واقف فيه نسبة 5 في المئة توفسيل»، لانه يسأل عن اسم شركة يابانية مشهورة، وعن مادة اسمها «توفسيل»، وهي عبارة عن خيوط ورقية تجلب من غابات الامازون في البرازيل، وتحاك مع الأقطان لكي يصبح القماش خفيفاً وصحياً على الجلد ولا يمسك العرق. وعادة هذه المادة، إذا دخلت في القماش زاد سعره لأن المادة مكلفة على الشركة، وهذه المادة لها مسميات تختلف من شركة إلى أخرى، وأبرز ثلاثة أمثلة لثلاث شركات ومسميات المادة لديها هي: «تويو بو – توفسيل»، و «شكيبو – تنسيل»، و«كو رابو – ليوسيل»، ومن الشركات القوية الأخرى في هذا المجال «تاكي سادا»، و «نشنبو»، و «كوشي». وعليك ملاحظة ان هذه الشركات تصنع للكثير من الموردين السعوديين فلا يوهمك احدهم انه وكيلها الحصري والوحيد، الا اذا أعطاك خصماً الى النصف، وأخرج لك اتفاقية الوكالة ومعها شهادة الزكاة والدخل، وأرسل معك لي خطاب شكر «ملفوفاً ببطاقة قماش ما يتغير لونه ويكرف 10 سنوات». كبار السن أمورهم غالباً محسومة، فهم يفضلون اقمشة «التترون» وما في حكمها، لانها «تكرف» ربع قرن، ولا يهمهم شكلها الخشن، وقديماً كان أحدهم يصف ما يعجبه من جودة الشيء بقوله: «شغل تترون»، كناية عن جودة حبكة ونسيج هذا النوع الذي سيطر على ذهنهم فترة، وللتسوق الرمضاني بقية.