يشهد القطاع العقاري العراقي ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، يعزوه خبراء فيه إلى أسباب أهمها عودة كثير من رؤوس الأموال إلى البلاد إذ رأى مغتربون في التحسن الأمني النسبي الذي يسود البلاد حالياً مناسبة لعودتهم مع أموالهم إلى وطنهم. ويشاطر شاكر محمود، وهو صاحب مكتب للعقارات في شارع السعدون وسط بغداد، العاملين في تجارة العقارات رأيهم بأن المضاربات في عمليات البيع والشراء أحدثت قفزة في الأسعار بنسبة تجاوزت في بعض الأحيان مئة في المئة. وشدد على حرص المغتربين العائدين على الاستثمار في قطاع العقارات باعتباره الأكثر إغراء للاستفادة من عمليات البيع والشراء في المناطق التجارية، التي تشكل مواقع جذب للمؤسسات الاقتصادية التابعة للقطاع الخاص، خصوصاً المصارف والشركات التجارية التي تبحث عن أماكن لبناء مقرات لها وسط بغداد. ويشير الخبراء إلى صعوبة العثور على مساحات فارغة في قلب العاصمة، الأمر الذي يدفع بالراغبين إلى شراء عقارات قديمة بمبالغ غير متوقعة قد يصل بعضها إلى ثلاثة آلاف دولار للمتر المربع الواحد، في مقابل ألف دولار قبل عام 2003، قبل هدمها والشروع في تشييد مبان حديثة. وغالباً ما تكون المضاربات سبباً في رفع الأسعار حيث تتم عمليات بيع وشراء للعقار ذاته مرات خلال شهر ما يرفع السعر إلى أرقام خيالية. وفيما ترتفع الأسعار في مناطق معينة من بغداد، تشهد مناطق أخرى استقراراً في الأسعار مصحوباً بركود بسبب غياب الأمن فيها. ويلفت تاجر العقارات طارق أحمد (شمال بغداد) إلى ان استتباب المنطقة أمنياً له الأولوية في تحديد سعر العقارات. أما الاقتصادي عباس الكوفي فيشير إلى عشوائية عمليات البيع والشراء التي تكتنف السوق العقارية، حيث تتنازعها رغبات المستثمرين على نحو يفتقر إلى العلمية والدراسات الاقتصادية. وأشار إلى ان السوق العقارية تخضع للنظرية التجارية القائمة على الربح والخسارة، لافتاً إلى ان المناطق الدينية تحولت إلى مراكز استقطاب واسعة للاستثمارات العقارية بخاصة في منطقتي الكاظمية شمال بغداد، ومحافظتي كربلاء والنجف جنوبها. وأشارت مصادر مطلعة إلى ان أسعار العقارات في هذه المناطق تبدو غير قابلة للتصديق للوهلة الأولى، إذا ما قورن سعر المتر المربع الواحد فيها بما هو سائد في المنطقة، مؤكدين ان أسعار العقارات في كربلاء والكاظمية والنجف تكاد تكون الأعلى في دول المنطقة كلها. ويشير موظفون في القطاع المصرفي إلى أن بعض المصارف اضطر إلى شراء أراض في الكاظمية وكربلاء بمبالغ مرتفعة جداً لبناء مقرات، في مقابل أكثر من 10 آلاف دولار للمتر المربع.