جدّدت المملكة تمسكها باختيار السلام بوصفه خياراً استراتيجياً أمام ما وصفته ب«الغطرسة الإسرائيلية» والتحدي الذي يقف عائقاً أمام فرص السلام، ودعت مجلس الأمن إلى التحرك لحماية الأسرى الفلسطينيين، كما طالبت مجلس حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية بالعمل على تفقّد أوضاع الأسرى وإبراز ما يتعرضون له من انتهاكات لحقوقهم السياسية والإنسانية والجسدية. وأكّدت في كلمتها التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي، أمام مجلس الأمن في المناقشة المفتوحة حول الشرق الأوسط أول من أمس (الأربعاء) أن التحدي والعناد الإسرائيلي يقفان في طريق تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن إسرائيل تواصل توسيع المستوطنات، وإن معاملتها للأسرى الفلسطينيين تعبير عن «التحدي والاستخفاف بالمجتمع الدولي». وقالت: «لقد آن الأوان لأن يقطف أبناء المنطقة ثمار السلام وأن يعيش أبناؤهم في كنف الأمن والاستقرار، وأن تتحقق لمجتمعاتهم التنمية والرخاء ورغد العيش الذي يستحقونه ويصبون إليه.. كفى للعدوان.. وكفى للاستيطان.. وكفى للاحتلال». وفي ما يأتي نص كلمة الرياض أمام مجلس الأمن - بحسب وكالة الأنباء السعودية-: نص الكلمة إن البحث عن السلام والحل العادل المنصف للقضية الفلسطينية ما زال يبدو سراباً مخيباً للآمال، وما زالت إسرائيل تعبّر عن استهتارها واستخفافها بإرادة المجتمع الدولي، وتتمادى في التوسع في إنشاء المستوطنات أو الإعلان عن العزم عن ذلك، وتستخف بأرواح الأسرى الفلسطينيين في سجونها وتعرضهم للموت جوعاً وقهراً مثلما مات الشهيد ميسرة أبو حمدية هذا الشهر، وقبل ذلك الشهيد عرفات جرادات، كما يستمر المستوطنون في الاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني مثل الاعتداء الوحشي الذي تعرض له الطفل مالك عادل الشاعر البالغ من العمر تسع سنوات، حيث قامت سيارة بعض المستوطنين بدهسه يوم التاسع من آذار (مارس) 2013. إن المملكة تطالب مجلسكم الموقر بالتحرك لحماية الأسرى، وتدعو مجلس حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى العمل على تفقد أوضاع الأسرى الفلسطينيين وإبراز ما يتعرضون له من انتهاكات لحقوقهم السياسية والإنسانية والجسدية وما يقابلون به من إهمال يصل إلى حد الإجرام، كما نطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل باحترام حقوق الأطفال ونلفت الانتباه إلى تقرير منظمة يونيسيف الصادر في شباط (فبراير) 2013، الذي أشار صراحةً إلى العقوبات الوحشية غير الإنسانية التي تفرضها إسرائيل وجنود الاحتلال على الأطفال الفلسطينيين المحتجزين في سجون إسرائيل. مبادرة السلام العربية ما زالت المملكة والدول العربية جمعاء تتمسك باختيار السلام بوصفه خياراً استراتيجياً، وقد أثبتت السعودية والدول العربية حسن نواياها عندما تقدمت بمبادرة السلام العربية في 2002، إلا أن ممارسات إسرائيل العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني وتهديداتها المتواصلة للحرم القدسي الشريف وانتهاكها لحرمته، كل ذلك يؤدي إلى تضاؤل آمال السلام وتقلص فرصة حل الدولتين الذي تعارف عليه العالم، وبموجبه تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على أراضي فلسطين التي احتلتها إسرائيل في حزيران (يونيو) 1967، ووفقاً لخطوط الرابع منه. إنهاء الاحتلال الإسرائيلي آن الأوان لأن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطين وللجولان العربي السوري وللأراضي اللبنانية المحتلة، وآن الأوان لأن يعيش الشرق الأوسط إشراقة سلام عادل شامل منصف، وآن الأوان للاجئين الفلسطينيين أن يعودوا من الشتات وأن تتحقق آمالهم وتطلعاتهم وفقاً لقرار الجمعية العامة ذي الرقم 194، وآن الأوان لأن يقطف أبناء المنطقة ثمار السلام وأن يعيش أبناؤهم في كنف الأمن والاستقرار، وأن تتحقق لمجتمعاتهم التنمية والرخاء ورغد العيش الذي يستحقونه ويصبون إليه، فكفى للعدوان، وكفى للاستيطان، وكفى للاحتلال. تدهور الوضع في سورية يتدهور الوضع في سورية يوماً بعد يوم، إذ قُتل حتى الآن أكثر من 70 ألف شخص، كما ورد في البيان المشترك للوكالات الإنسانية للأمم المتحدة الصادر هذا الشهر، كما أن المفوض السامي لشؤون اللاجئين قدم في الأسبوع الماضي أرقاماً مفزعة عن اللاجئين السوريين إذ توقع أن يصل عددهم إلى أكثر من ثلاثة ملايين إنسان، ولقد أصبحت هذه المشكلة تمثل عبئاً اقتصادياً لدول الجوار به، بل أصبحت تمثل تهديداً خطراً لأمنها واستقرارها. لقد دان العالم عبر قراراته الصادرة عن الجمعية العامة النظام السوري الذي ما زال يسعى جاهداً إلى الحفاظ على سلطته فوق أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب من أبناء الشعب السوري، كما أكدت جامعة الدول العربية التي تعبر عن ضمير الأمة العربية ضرورة التوصل إلى حل منصف عبر تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه، والحفاظ على حقوقه وكرامته، وتحقيق تطلعاته نحو الحرية، ولقد شهدنا أخيراً الخطوات الجريئة التي اتخذتها قوى المعارضة السورية نحو توحيد صفوفها وتشكيل الائتلاف الوطني السوري واعتراف أكثر من 100 دولة في العالم به ممثلاً للشعب السوري، ومبادرة الجامعة العربية إلى دعوته لشغل مقعد سورية في الجامعة، ولقد حان الوقت لكي يتولى الشعب السوري موقعه الملائم في المنظمات والهيئات الدولية. وقد قال الشعب السوري كلمته، بل أطلقها صرخة مدوية حينما أكد ضرورة رحيل هذا النظام الذي فقد شرعيته عندما تطاول على أرواح مواطنيه، وإن البحث عن حل منصف في سورية يجب أن يبدأ بإتاحة الفرصة للشعب السوري لكي يفتح صفحة جديدة تشرق معها عليه شمس الحرية، ويمارس بها حقه في اختيار قيادته وممثليه بعيداً عن سلطة هذا النظام وجبروته.