بات الغموض يلف قرار مجلس التعليم العالي الذي سبق أن وافق على إنشاء كليتي الطب والهندسة في محافظة بيشة بمنطقة عسير، فبعد أن كان من المقرر إطلاق الكليات الجديدة هذا العام، قالت مصادر مطلعة من جامعة الملك خالد ل«الحياة» إن الموضوع تمّ تأجيله إلى أجل غير مسمى. وأكد المشرف على فرع جامعة الملك خالد في محافظة بيشة مهدي القرني أن كليتي الطب والهندسة بدأ العمل في إجراءاتهما منذ أن صدرت موافقة مجلس التعليم العالي بإنشاء كليتي الطب والهندسة في محافظة بيشة، والجامعة قطعت شوطاً كبيراً في هذا الأمر. واعترف القرني في حديث إلى «الحياة» بوجود بعض العوائق التي اعترضت إطلاق الكليات هذا العام، وقال: «واجهنا بعض العوائق التي أخرت انطلاقها هذا العام، ومن الطبيعي أن يحدث هذا لأن افتتاح الكليات المتخصصة، خصوصاً مثل كليتي الطب والهندسة كونهما مهنيتين وفي محافظة مثل بيشة، يجب أن يتأخر، لأن افتتاحهما ليس كافتتاح مدرسة أو معهد تدريبي، ولعل من أبرز العوائق عدم وجود مبنى خاص بكلية الطب، نظراً إلى انسحاب صاحب المبنى الحالي بعد الاتفاق معه، ونحن حينما نفتتح كليات بهذا الحجم يجب أن ندرك خصائص تلك الكلية، وما يمكن أن تقوم عليه وفق برامج وخطط حديثة قادرة على أن تؤسس قاعدة للكلية ومدرسة طبية حديثة، وإلى الآن لم يتم الاتفاق مع عميد خاص بالكلية نظراً إلى أن الاختيار تقوم به لجنة مكلفة بذلك، ويحتاج إلى وقت لمعرفة استعداد العميد الذي سيقوم بتأسيس الكلية». وذكر أن من ضمن العوامل التي أسهمت في تأخر إجراءات تنفيذ الكليات حتى الآن، «أن فرع الجامعة يسعى إلى تأسيس دائرة أوسع للجان العاملة، وسبق لجامعة الملك خالد أن أنجزت التجهيزات التي طلبناها، ولكننا مازلنا نعاني من إيجاد مبنى خاص بالكلية، إذ يتطلب وجود مبنى متوافق مع رؤية الفرع لهذه الكلية، ولذلك يُحتمل أن يتأخر البدء في الدراسة في كلية الطب في فرع الجامعة ببيشة إلى منتصف العام المقبل وبعد ذلك بعام، وهو ما لا نرغبه». وشدد على أن إجراءات افتتاح الكلية في مدينة مثل بيشة لم يكن فيها أي معهد أو كليات للطب، وعملية تأسيس كلية بهذا الحجم ستكون مختلفة عن تأسيسها في مدينة ذات تجربة سابقة في هذا الاختصاص، فالكليات النظرية ليست كالكليات المهنية، وقال: «لن يتم نقل مشروع كليتي الطب والهندسة إلى محافظة أخرى غير بيشة، لأن هذا أمر صدر عن مجلس التعلم العالي، ولا يمكن أن يتم تحويله إلى أية مدينة أخرى، وإنما هذه إجراءات من الطبيعي أن تتأخر في هذا الشكل، ولذلك يمكن القول إننا تقدمنا كثيراً في إجراءات افتتاح كليتي الطب والهندسة في بيشة، وإنه تمّ إعداد مخطط كامل للمعامل التخصصية ورفعنا بكل الطلبات، ولكن المشكلة الآن تكمن في المبنى، وسيتم طرح مناقصة جديدة لاستئجار مبنيين حديثين، ونحن حريصون على الافتتاح مطلع العام المقبل، ولكن يبدو أننا سنتأخر إلى الفصل الدراسي الثاني، وتكون مدرسة كلية الطب في محافظة بيشة مدرسة حديثة وفق ما خُطط له». وكان ملف إنشاء جامعة بيشة من أهم الملفات التي تناقشها وزارة التعليم العالي، نظراً إلى موافقة أمير منطقة عسير على افتتاح جامعة تخدم مدن شمال منطقة عسير، ومطالبات المجلس المحلي وإدارة جامعة الملك خالد التي تعاني من التمدد الإداري والأكاديمي بسبب إشرافها على عدد كبير من الكليات والأقسام في المحافظات بالمنطقة. كما أوضح المشرف على فرع الجامعة في بيشة أن المحافظة تضم ست كليات إضافة إلى كليتي الطب والهندسة المستحدثتين حالياً، وأن عدد الأقسام فيها 19 قسماً تضاف إلى الأقسام الطبية والهندسية المقبلة، ثمانية منها للطلاب و11 قسماً للطالبات.