إسلام آباد، كابول - «الحياة»، أ ف ب - أظهرت النتائج الجزئية لفرز 10 في المئة من بطاقات التصويت في الانتخابات الرئاسية الأفغانية التي أجريت الخميس الماضي، تقارباً شديداً بين الرئيس الحالي حميد كارزاي ومنافسه وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، مع تقدم طفيف للأول لا يتجاوز نقطتين كما أعلنت اللجنة الانتخابية أمس. وكرر عبدالله اتهامه السلطات بتزوير الانتخابات، معتبراً ان مصالح البلاد والمجتمع الدولي معرضة للخطر في حال عدم «إنقاذ» العملية الانتخابية. وحصل كارزاي، استناداً الى فرز نحو 525 ألف بطاقة اقتراع، على 40.6 في المئة من الأصوات، في مقابل 38.6 في المئة لعبدالله. وحل المرشح المستقل رمضان بشاردوست في المركز الثالث بنسبة 10.2 في المئة، يليه وزير المال السابق اشرف غاني (2.9 في المئة). في غضون ذلك، تعهد عبدالله أمام أنصاره عدم السماح بتزوير الانتخابات، وقال: «لن أعقد صفقة على حساب أصواتكم. سأدافع عن حقوقكم أياً يكن الشخص الذي منحتموه أصواتكم. هذا حقكم الديموقراطي». (راجع ص 8) وتابع أن «الدولة خططت التزوير الذي يجري على نطاق واسع حالياً»، معتبراً «إنقاذ العملية الانتخابية إنقاذاً لأفغانستان المعرضة مصالحها للخطر على غرار مصالح العالم، بسبب بذل جهد واسع لمحاولة سرقة النتائج». ميدانياً، فجر انتحاري سيارة مفخخة في قندهار جنوبأفغانستان التي تعتبر أحد معاقل «طالبان»، ما أسفر عن سقوط 36 قتيلا وجرح 64 آخرين. وأعلنت قيادة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان مقتل أربعة جنود أميركيين بانفجار عبوة ناسفة لدى تنفيذهم دورية في مكان لم تحدده جنوب البلاد. ورفع ذلك الى 63 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان هذا الشهر ، و295 بينهم 172 أميركياً منذ مطلع هذا العام الذي بات الأكثر دموية بالنسبة الى القوات الدولية في البلاد منذ نهاية 2001، في وقت يتراجع تأييد الرأي العام الغربي للحرب. وكان 294 جندياً أجنبياً بينهم 155 أميركياً سقطوا العام الماضي بحسب موقع «أي كاجوالتيز» الإلكتروني المستقل. وللمرة الأولى منذ تسلم الرئيس الأميركي باراك اوباما السلطة في كانون الثاني (يناير) الماضي، طالبه سناتور ديموقراطي بتحديد موعد للانسحاب من أفغانستان، مشككاً بجدوى إرسال تعزيزات. وقال السناتور راسل فينغولد: «حان الوقت للبدء بمناقشة جدول زمني مرن، كي يرى الناس في أميركا وأفغانستان والعالم اننا ننوي سحب قواتنا». وفيما يعد قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال تقريراً جديداً عن الاحتياجات العسكرية هناك، يتوقع مراقبون ان يشمل طلب إرسال عسكريين إضافيين، أفادت وسائل الإعلام الأميركية بأن ماكريستال يدرس ثلاثة خيارات «أولها عالي الأخطار يقضي بطلب 45 ألف جندي إضافي، والثاني متوسط الأخطار يحدد التعزيزات ب 25 ألفاً، والثالث قليل الأخطار (15 ألف جندي)».