أبلغت إمارة منطقة عسير الجهات الحكومية بتوصيات لجان الدفاع المدني ووجهتها باتخاذ التدابير لحماية القرى من مخاطر الأمطار ومتابعة مجاري الأودية، في حين يخشى المراقبون من عواقب الأمطار التي تؤدي إلى زيادة ارتفاع منسوب المياه، خصوصاً في المناطق القريبة من جبال السراة والأودية، ودعوا إلى أخذ الحيطة. وأكد مدير إدارة الدفاع المدني في بيشة العقيد حسين شيبان في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن اللجنة الفرعية للدفاع المدني عقدت اجتماعاً قبل أكثر من شهرين، للتأكد من استعدادات الأجهزة الحكومية، وخوطبت الجهات المساندة للدفاع المدني والمؤسسات الحكومية، وتم تحديد البيانات وخطط الطوارئ، مشيراً إلى أن هناك اتصالاً مع هذه الأجهزة وسيكون هناك تواصل مع مركز التحكم والسيطرة. وذكرت المديرية العامة لفرع المياه في محافظة بيشة، أن سد الملك فهد الذي يعد من أكبر السدود في المملكة، يستطيع أن يتحمل 325 مليون طن من المياه ولا يوجد به الآن سوى 31 مليون طن، وطمأن المواطنين أن ما يشاع حول وجود تشققات في السد لا أساس له من الصحة، وأن إدارة السد تعمل في شكل فني دقيق على صيانته والتأكد من سلامته. مشيراً إلى أن سدي القوباء وهرجاب قيد الإنشاء والتجارب المبدئية تؤكد سلامة سدود بيشة، وقال: «تم تشكيل خطة طوارئ عاجلة لتوفير المياه في الخزانات الاستراتيجية للاستخدام اليومي عبر الأشياب، وتم تعبئة خزانات الاحتياط ب46 ألف م3 خشية انقطاع خطوط التمديد من سد بيشة بسبب قوة السيول والأمطار ولضمان سلامة الخطوط»، ولفت إلى أن إدارة المياه بالتنسيق مع الدفاع المدني أطلقت صافرات الإنذار على وادي بيشة للتجربة والممتدة لأكثر من 100 كلم للقرى بما في ذلك المدينة. من جانبه، حذر خالد الزعاق في صفحته على «تويتر» من الوجود في بطون الشعاب ومجاري الأودية. كما تنبأ خبير الطقس راجس الخضاري أن هناك سحب رعدية تتقدم إلى بيشة. فيما لا تزال تعديات المواطنين التي أسهم فيها ضعف الرقابة الحكومية على أراضي الأودية مستمرة وتشكل خطراً على عدد من المساكن والاستراحات في الأودية والمزارع غير النظامية. ... مواطنون يتخذون من أودية «بيشة» سكناً اتخذ عدد من المواطنين أودية محافظة بيشة سكناً لهم على رغم تحذيرات الجهات الأمنية ومخالفة ذلك لنصوص التملك في الأودية التي تعدّ ممراً للسيول. وأوضح محافظ بيشة محمد المتحمي أن المحافظة اتخذت منذ فترة إجراءات سريعة وجادة لمنع الإحداثات في الأودية، وقطعت الكهرباء عن المناطق التي تم الإحداث فيها في شكل غير نظامي وتم القضاء على نسبة كبيرة، وقال: «ما زلنا نعاني من سوء ثقافة بعض المواطنين الذين توسطوا الأودية وقاموا باستغلالها لإقامة الاستراحات والمتنزهات»، مشيراً إلى أن «الدفاع المدني» تقوم بإخراجهم وتحذيرهم في كل مرة تشهد فيها المدينة أمطاراً غزيرة. يُذكر أن محافظة بيشة شهدت في وقت سابق أمطاراً غزيرة تسببت في غرق العديد من المراكز والأحياء وقطعت عدداً من الهجر والمراكز عن الطرق الرئيسة وتسببت في خسائر مادية كبيرة.