استثنى مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي افتتح أول من أمس (الثلثاء) 180 دار نشر، واعتمدت 80 داراً عربية وأجنبية، فيما ستشارك فرقة خواطر الظلام السعودية عملاً استعراضياً يوجه للطفل في آخر أيام المهرجان. وقال مدير المهرجان أحمد بن ركاض العامري ل«الحياة»: «المهرجان استثنى الأعمال الأقل جودةً ونوعاً، وسعينا للاهتمام بالكيف وليس الكم، وبحثنا عن القيمة والمضمون»، مشيراً إلى أن الطفل العربي يميل إلى الكتب الأجنبية على رغم أنها الأغلى ثمناً «لأنها تشبع فكر الأطفال وتحاكي أحاسيسهم». وأضاف: «إذا لم نستغل الأطفال في تلقينهم وتعليمهم بما هو نافع فلن ننتظر المستقبل الذي نطمح إليه، لأننا لا نريد صناعة جيل مظلوم بعملية التنظير، ونسعى لتحفيز الطفل على القراءة أكثر ليصبح مبدعاً ويستطيع البحث عن أي شيء من خلال القراءة». وذكر أن معظم المحطات التلفزيونية ليست موجهة للطفل العربي، «ونعتبر الاهتمام بتعزيز القراءة لدى الطفل العربي داعماً قوياً في صد الغزو الفكري، وهو ما يدعو المهرجان إلى تشجيع الأطفال على اكتشاف صديق العمر (الكتاب) من خلال ما سيمنحهم متعة الاختيار والتنوع». ولفت العامري إلى تنوع أنشطة المهرجان، «يتضمن المهرجان عدداً جيداً من الأنشطة يصل إلى نحو 450 نشاطاً، بحسب جدول الأيام، ويستضيف المهرجان فرقة خواطر الظلام السعودية في آخر أيامه». وفي اليوم الثاني من المهرجان، عقدت جلسة حوارية للكاتبة ذكرى لعيبي ومدير مؤسسة «اقرأني» الباحث محمد الهاشمي، وأدارتها عائشة عبدالله، وحضرها عدد كبير من المتخصصين في شؤون أدب وثقافة الطفل. وتناولت الجلسة مواضيع شملت استعراض تجارب شخصية في الكتابة، والشروط التي يتعين توافرها في الكتابة للطفل، والتحديات التي تواجهها ثقافة الطفل في ضوء التقنيات الحديثة، والفرق في التعاطي مع ثقافة الطفولة بين الماضي والحاضر، وفيما إذا كانت وسائل الإعلام قادرة على إشباع ميول الطفل الثقافية، وتزويدها بالمعلومات المعرفية اللازمة، والبدائل الممكنة التي تسهم في تغذية الطفل ثقافياً ليكون مرتبطاً بالجذور المحلية، وقادراً على تلبية متطلبات الانتماء والمواطنة. واستعرضت الجلسة أموراً تخص قطاع النشر في الإمارات بشكل عام، والهموم التي تعترض عمل الناشر، وطبيعة التعامل بين الناشر والكاتب، والمصاعب التي تعترض إمكانات التوفيق بين ما يريده الناشر والكاتب.