تعتبر البامية أحد أهم الأغذية النباتية، وهي من أشهر الأطباق العربية وأطيبها، بل إن هذا الطبق هو من أركان المطبخ العربي العريق. ويقال إن الملكة كليوباترا كانت من المغرمين بها وتقدمها لضيوفها باستمرار. لقد ظلت البامية فترة طويلة حبيسة براري أثيوبيا قبل أن تحط رحالها عبر النيل في مصر، ثم عبر البحر الأحمر في شبه الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الميلادي. وبعد قرون، وصلت إلى مناطق أخرى من العالم من خلال تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. وأدى نقص حبوب البن خلال الحرب العالمية الثانية إلى اللجوء إلى بذور البامية كبديل للقهوة. ومنذ ذلك الحين، لاقت البامية شعبية كبيرة إذ إنها تتوافر في مختلف أسواق العالم وعلى مدار العام. تنتمي البامية إلى العائلة نفسها التي تنتمي إليها الخبيزة، وهي تتمتع بالخصائص الغذائية والصحية الآتية: 100 غرام من البامية تعطي 30 سعرة حرارية فقط، وهي طاقة زهيدة، لهذا ينصح بها للبدناء والذين يرغبون في الحفاظ على الوزن. لكن مهلاً، إن قلي البامية وغمرها بالصلصات والشحم يزيدان في شكل ملحوظ من عدد السعرات الحرارية. تحتوي البامية على كمية ضخمة من المركبات الغروية التي تعطي مرق اللحم قواماً مخاطياً لزجاً، وتتركز تلك المواد خصوصاً في البذور. وترجع لزوجة البامية إلى احتوائها على مادتين غرويتين هما: السكريات المعقدة «أسيتاألدهايد»، وحامض «غالاتيرونيك»، وتكون هاتان المادتان منعزلتين عن بعضهما بعضاً، لكنهما تتحدان بعد تقطيع الثمار وطبخها لتعطيا المرق اللزج المميز. وهناك من لا يرغب في هذا النوع من المرق فيلجأ إلى قلي أصابع البامية أو غمرها في وسط حامضي، كالليمون أو عصير البندورة، أو يلجأ إلى تجفيفها. في البامية نسبة عالية من الألياف الذوابة وغير الذوابة، التي تعمل بالتعاضد مع المواد الغروية وتساهم في تأمين سهولة طرح الفضلات البرازية، وفي التخفيف من وطأة بعض الاضطرابات الهضمية. وهناك بحوث بينت وجود علاقة ما بين كثرة استهلاك البامية وانخفاض الإصابة بسرطان القولون. تحتوي البامية على عدد من الفيتامينات المهمة، خصوصاً الفيتامين أ، والفيتامين سي، والفيتامين حامض الفوليك. من جهة المعادن تضم البامية طائفة واسعة منها، في مقدمها الحديد المضاد لفقر الدم، والكلس الضروري لبناء الثروة العظمية والسنية، والبوتاسيوم النافع للقلب، والمنغنيز الذي يشارك في إنتاج هورمون الأنسولين. تضم البامية حزمة ممتازة من مضادات الأكسدة كالفلافونيدات والغلوكوزيدات، التي تحمي خلايا الجسم من براثن الشوارد الكيماوية الحرة. يستخرج من بذور البامية زيت صحي يدخل في تركيب زبدة المارغرين، ويتميز بغناه بالأحماض الدهنية وحيدة وعديدة عدم الإشباع التي تفيد في خفض مستوى الكوليسترول السيئ المتهم الأكبر في قضية الأمراض القلبية الوعائية.