اعتبر الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي أن ترشحه لانتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، سيجعل الشعب «يدفع ثمناً لا يُحتمل»، فيما أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد تلقيه «تهديدات» بسبب فتحه ملفات فساد، وانتقادات بسبب زياراته لمحافظات في آخر عهده. إذ يعتبر الأصوليون انه يستغلها للترويج لأبرز مساعديه، اسفنديار رحيم مشائي، قبل ترشحه للرئاسة. في غضون ذلك، حذرت صحف إيرانية من استياء شعبي قد يثيره ارتفاع أسعار مواد غذائية، قبل شهرين من الاقتراع. وزادت أسعار زيت القلي والدجاج واللحم الأحمر خلال أيام، 60 في المئة، بعدما رفعت السلطات سعر الصرف لمستوردي الأغذية، إذ باتوا يشترون الدولار ب24500 ريال، بعدما كان 12260 ريالاً. وانضمت صحيفة «كيهان» إلى الحملة، إذ عنونت صفحتها الأولى: «سباق بين القطاعين العام والخاص على زيادة الأسعار». وانتقدت أسلوب التعامل مع المشكلات الاقتصادية. لكن وزير المال شمس الدين حسيني اعتبر ان «العقوبات لم تشلّ اقتصادنا، بل زادت فاعليته». ولفت إلى «ازدهار الصادرات غير النفطية، وخفض استيراد السلع غير الضرورية». على الصعيد السياسي، قال خاتمي إن خصومه «لن يسمحوا له بدخول الساحة السياسية». وأضاف خلال لقائه محاربين قدامى: «افترضوا أنني ترشحت، سيزيد قلقهم وتعاستهم، وسيجعلونكم تدفعون الثمن، وسيكون بلا نتيجة. الثمن الذي سيُفرض على الشعب، بسبب ترشحي، لا يُحتمل». وسأل: «إذا كانوا لا يريدون ذلك، ولا يسمحون به، كيف سأترشح، وكيف يمكن دفع بلد يواجه صعوبات ومشقات كثيرة إلى أمام»؟. وقال: «يمكن المرء درس ترشحه، فقط إذا كان هناك أمل بتغيير، ولكن لا شيء من ذلك». واعتبر أن «شخصية سياسية أخرى، كفء وأقل استفزازاً، ستكون قادرة على العمل في شكل أفضل بكثير». وذكّر بمصير الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي الذي خاض انتخابات 2009، وما زال يخضع لإقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011، قائلاً: «بعد 20 سنة على نأيه عن الساحة السياسية، ترشح لإنقاذ النظام، لكنهم قالوا إنه ترشح لإسقاطه»! وزاد: «يتهموننا دوماً بالتجسس لمصلحة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والبريطانية ومؤسسة جورج سوروس، ولا يتيحون لنا الدفاع عن أنفسنا. لو كانت الاتهامات صحيحة، حاكمونا لكشف الحقيقة». وذكّر بعهده بين عامي 1997 و2005، قائلاً: «أُقرّ (آنذاك) استخدام (ايران) التكنولوجيا النووية. لم نستفزّ العالم، وبنينا ثقة دولية». إلى ذلك، اظهر استطلاع رأي أعدته هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني يتصدّر لائحة المرشحين للرئاسة، في نيات التصويت، متقدماً خاتمي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وعلي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. لكن النائب الإصلاحي السابق مصطفى كواكبيان، المرشح لانتخابات الرئاسة، رجّح امتناع خاتمي ورفسنجاني عن خوض المعركة، وقال ل «الحياة» إنه يفضّل وجود «مرشحَين، أحدهما يمثّل الأصوليين، والآخر الإصلاحيين، لتكون هناك منافسة واضحة وحقيقية». واغتنم نجاد زيارته محافظة خوزستان التي تقطنها غالبية عربية، ليعلن تلقيه «تهديداً بوجوب الامتناع عن الحديث عن قضايا فساد». وأضاف: «انتخبني الشعب للدفاع عن حقوقه، وتوزيع الثروة الوطنية وتحقيق العدالة ومكافحة الفساد المالي». وهدد بكشف «فساد» خصومه، معتبراً أن ذلك سيجعلهم يخسرون مكانتهم في المجتمع. وتابع: «سألوا لماذا أقوم برحلات (إلى المحافظات) في نهاية ولايتي؟ وهل هناك فرق إذا حدث ذلك في نهاية الولاية أو بدايتها؟... تلقيت رسالة مفادها: إذا أصبحتَ جريئاً، ستدفع الثمن». وتحدى خصومه، قائلاً: «لستم شيئاً لتواجهون الأمة الإيرانية. وإذا فضحناكم، لن يكون لكم مكان في إيران».