أظهر تحليل لتغيرات معدلات الحرارة في الأرض منذ الفي سنة أجري لكل قارة على حدة أن المناخ قد برد حتى القرن التاسع عشر قبل أن يحتر، وبين أيضا اختلافات كبيرة بين المناطق، على ما جاء في دراسة دولية واسعة النطاق نشرت نتائجها الأحد. وكان الهدف من هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر جيوساينس"التعمق في فهم التغيرات السابقة للمناخ على الصعيد الإقليمي، أو حتى المحلي في بعض الأحيان، لكي تصبح توقعات العلماء أكثر دقة ولكي يتمكنوا من تعميم التداعيات المحتملة للاحترار المناخي بحسب المناطق. وقد قام نحو 80 باحثا من 24 بلدا يشاركون في مشروع "باست غلوبال تشينجز" (بي إيه جي إي إس) بإعادة رسم معدلات الحرارة التي كانت سائدة في كل قارة، بالاستناد إلى 500 مؤشر محلي قائم على عينات من حلقات الجذوع وحبوب اللقاح والأحفوريات والمراجين، بالإضافة إلى عينات الجليد الاسطوانية. وقال هوغ غوس الباحث في مركز الأبحاث عن الارض والمناخ التابع لجامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا إن هذه هي "الدراسة الأكثر شمولية" عن تغيرات معدلات الحرارة منذ ألفي سنة. وصرح الباحث الذي شارك في إعداد هذه الدراسة لوكالة فرانس برس "رصدنا نقاطا مشتركة بين مناطق العالم أجمع. فقد برد المناخ حتى القرن التاسع عشر قبل ان تشهد القارات جميعها، ما خلا القطب الجنوبي، احترارا. لكن سجلت أيضا تفاوتات شديدة بين منطقة وأخرى". وقد برد المناخ في العالم أجمع ببطء وبمعدل يتراوح بين 0,1 و0,3 درجة مئوية في الألفية الواحدة، وفق المناطق. ويعزى ذلك، بحسب الباحثين، إلى "عدة عوامل طبيعية"، مثل تغيرات في مدار الارض وازدياد في حركة البراكين وارتفاع الأشعة الشمسية. والفارق الرئيسي بين القارات يكمن في "وتيرة انخفاض الحرارة التي اختلفت من منطقة إلى أخرى"، على حد قول هوغ غوس. وقد قام الاحترار الذي يعزى علميا إلى انبعاثات غازات الدفيئة الصادرة عن النشاطات الصناعية بتغيير المعادلة المناخية. وجاء في الدراسة أن "الفترة الممتدة بين العامين 1971 و2000 هي على الارجح الفترة الممتدة على 30 عاما الأشد حرا في خلال السنوات الماضية ال 1400".