عمان - أ ف ب - حافظ شهر رمضان على أجوائه في الأردن، على رغم ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية والاجراءات الاحترازية المتخذة لمنع انتشار فيروس «ايه اتش1 ان1» الذي اصاب حتى الآن 133 شخصاً. وتتسابق فنادق ومطاعم ومقاهي عمان في إعلان عروضها الخاصة بوجبات الافطار وسهرات رمضانية غالباً ما تستضيف نجوماً في الطرب والكوميديا من سورية ولبنان ومصر، إضافة الى فنانين محليين لجذب أكبر عدد ممكن من الرواد. ويقول سامي جورج، مدير الطعام والشراب في نادي «ديونز» جنوب غربي عمان: «هناك إقبال على السهرات الرمضانية كما في كل عام، والكثير يتصلون بنا يومياً للحجز والاستفسار واسعار هذه السهرات لم تتغير». وأوضح ان «المنافسة قوية لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن الذين يبحثون عن التنوع فمنهم من يفضل الجلسات الطربية وتدخين الشيشة (النرجيلة) ومنهم من يفضل العروض الكوميدية او بعض الالعاب الترفيهية». وفي الاحياء الشعبية والراقية على حد سواء، تزدحم الاماكن العامة بعد الافطار مباشرة وحتى ساعات متأخرة من الليل، برواد السمر. وتتحول مقاهي عمان الكبرى، خصوصاً الواقعة في مناطق شميساني وصويفية وعبدون (غرب عمان) في ليالي رمضان الى مراكز ترفيه يتوجه اليها شبان وفتيات على حد سواء لتبادل الاحاديث ومتابعة مسلسلات تلفزيونية على شاشات كبيرة أعدت خصيصاً لهذا الغرض. ويقول يوسف (30 سنة)، وهو مدير مبيعات في شركة شحن محلية: «احب لقاء الاصدقاء والاستمتاع بالنرجيلة وسطهم فلها نكهة خاصة في رمضان، نجتمع في احد المقاهي التي تتزين بزينة رمضانية ونتبادل الحديث والنكات حتى ساعات متأخرة». ويضيف: «لا اخشى العدوى بانفلونزا الخنازير فعدد الاصابات في الاردن لا يزال محدوداً وغالبيتها قد شفي». أما ليلى (26 سنة)، وهي موظفة في شركة تأمين، فتقول: «افضل البقاء في المنزل بعد الافطار ومتابعة المسلسلات الرمضانية، فبالنسبة لي الاستمتاع بأجواء رمضان بين افراد عائلتي أفضل من الخروج والسهر ودفع مبالغ يمكن أن أصرفها على أشياء أهم». وتنفي ليلى أن يكون الأمر يتعلق بانفلونزا الخنازير أو ارتفاع الاسعار. وقلت أعداد الخيم الرمضانية عما كانت عليه في الاعوام السابقة احتياطاً للحد من انتشار انفلونزا الخنازير. وكان عادل البلبيسي، مدير ادارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الاردنية، اكد الاسبوع الماضي نية الوزارة وأمانة عمان الكبرى «حظر اقامة الخيم الرمضانية هذا العام للحد من انتشار الفيروس». وأعلنت وزارة الصحة الاردنية الخميس الماضي ارتفاع عدد الاصابات بهذا المرض في الاردن الى 133. لكن ما ينغص اجواء رمضان هذا العام، كما في اعوام سابقة، هو ارتفاع الاسعار الذي يعد من اهم التحديات التي تواجه الاردنيين في هذا الشهر، إذ ارتفعت اسعار المواد الغذائية وخصوصاً اللحوم في شكل غير مسبوق ليصل سعر كيلوغرام اللحم البلدي الى 11 ديناراً (15 دولاراً). وحال ارتفاع اسعار اللحوم دون إقامة الولائم الرمضانية بين ابناء العشيرة الواحدة التي كانت تميز عادات الناس في البادية الشمالية شمال المملكة. وتزامناً مع الشهر الفضيل، يطلق التلفزيون الاردني الجمعة المقبل برنامجاً خاصاً عن الحالات الانسانية التي هي بأمس الحاجة الى المساعدة المادية. وأوضحت هالة زريقات، مديرة التلفزيون الاردني، ان البرنامج يحمل اسم «لا ننساكم». وأشارت إلى ان «البرنامج الذي يطلق بالتعاون مع الجمعيات الخيرية يعرض مجموعة من الحالات الانسانية التي تحتاج الى مساعدة على مدى ساعة كل جمعة ويعرض رقم حساب بنكي للتبرع للحالات الانسانية». وأضافت انه «نوع من التكافل الاجتماعي والمساعدة والاحسان خصوصاً في شهر رمضان الكريم». ويقدر معدل دخل الفرد السنوي في الاردن الذي يبلغ عدد سكانه نحو ستة ملايين شخص حوالى 2700 دولار اي ما يعادل نحو 225 دولاراً شهرياً.