تحتفل قبيلة القواسمة المغربية في مدينة الجديدة بضواحي الدارالبيضاء بالصقور في مهرجانها الأول للصقارة. وهي القبيلة التي باتت الساهر الأمين على استمرار تقليد تراثي عريق يشكل جزءاً من الشخصية والتاريخ العربيين، ومبعث فخر ثقافي، خصوصاً في منطقة الخليج العربي. وتأتي هذه التظاهرة التراثية التي انطلقت أمس وتختتم غداً، وتتخذ شعاراً لها «الصقارة... موروث تقليدي وتراث عالمي» وفق محمد الغزواني رئيس جمعية الصيد بالصقر، في موازاة الاحتفال بالذكرى الثانية لإدراج الصقارة في قائمة يونسكو كتراث إنساني حي. ومعلوم أن المغاربة من أمهر مربّي الصقور الذين أبدعوا في ميدان التدجين، خصوصاً أنهم لم يركنوا إلى تجارب العرب فحسب، بل غرفوا مادتهم الإبداعية من التقنيات الغربية بحكم قربهم من أوروبا وعلاقة حسن الجوار التي كانت تربطهم بملوكها المولعين بهذه الهواية. وقال الغزواني إن المهرجان يسعى إلى تثمين تراث القدماء الذين استطاعوا الحفاظ على الموروث٬ بتكريم خمسة من قدماء مربي الصقور تقديراً للجهود المتضافرة التي بذلها جميع جنود الظل الذين حملوا المشعل ليوصلوا إلى بر الأمان هذا الموروث الذي كان مهدداً بالضياع. وشرح الغزواني أن الاحتفالية التي يحضرها ضيوف من قطر والكويت والسعودية والإمارات وبلجيكا وفرنسا، سترد الاعتبار إلى الجوانب المرتبطة بهذا التراث التقليدي والمتعلقة بمظاهر الخبرة في مجالات أدوات القنص٬ واللباس التقليدي٬ والموسيقى٬ والغناء٬ والرقص وفن الطبخ التقليدي٬ إضافة إلى معرض فوتوغرافي ومحاضرات وندوات.