لا يزال سكان مركز النصائف شمال محافظة المويه، على قيد انتظار قطار التطور للنهوض بهم إلى الألفية الثالثة، لافتقار قريتهم المتواضعة لأدنى مقومات الحياة ك «الإنترنت، عدم تجاوز ذبذبات إشارة الجوال على الجيل الثاني، اقتصار تعليم الفتيات على المرحلة المتوسطة، لابتعاد أقرب ثانوية للبنات قرابة ال 100 كيلو متر عن القرية، اعتماد سكان القرية على مياه الآبار في المأكل و المشرب، وجود مركز صحي في منزل شعبي متهالك، لا يقيه سقفه الأعلى من قطرات المطر. وبين المواطن فهد العتيبي خلال حديثه إلى «الحياة» حاجة القرية إلى طريق معبد يقي عابري طريق النصائف و المتجهين إلى المراكز التي تربط بين منطقة مكةالمكرمة ومنطقة المدينةالمنورة، ك «مراكز الركنه، الرولية الصهروج، الرفايع، الراغية، ملحه، انتهاء بمركز المهد في منطقة المدينةالمنورة، كونه أصبح متهالكاً ويشكل خطراً على سالكيه»، مضيفاً: «لا يمر أسبوع إلا ونسمع عن وقوع حادثة مرورية مروعة على هذا الطريق». وأكد على حاجة قريتهم إلى مبنى تعليمي للبنات، عوضاً عن المبنى المستأجر منذ قرابة ال20 عاماً، وحاجة القرية إلى ثانوية للبنات لضمان استمرار العملية التعليمية لبناتهم. وأوضح أن قرية النصائف والتي تم إنشاؤها منذ عام 1399ه، و على مدى 35 عاماً لم تكتمل بها الخدمات التي تمنع سكان المركز من الهجرة منها إلى المراكز والمحافظات القريبة، لضمان استمرار الحياة ومواكبة العصر، مستثنياً من ذلك الطريق الزراعي و المجمع التعليمي الذي يعتبر أحدث ملامح القرية، و يخدم جميع القرى المجاورة لها، ومجاميع البدو الرحل القاطنين في أواسط الصحراء. فيما طالب المواطن سعد العتيبي بتوفير صرافة لإنهاء تعاملاتهم المالية، ما يستدعيهم إلى السفر عنوة إلى محافظة المويه لصرف المال. وأضاف: «الكثير من الحوادث تحصل على طريق النصائف بسبب النقص الشديد للخدمات التي تنقص سكان القرية، ومن أبرزها الصرافة، والخدمات الصحية التي لا نحظى بها بالجودة المطلوبة، كذلك انقطاع شبكة الهاتف عن القرية، إذ لا توجد أبراج للهواتف النقالة». واعتبر المواطن محمد العضياني أن التنظيم الإداري للمناطق في المملكة ساعد بشكل كبير على حل المتطلبات اللازمة للقرى من تعليم وصحة، لافتاً إلى أن التطوير وسوء المتابعة لدى بعض المحافظات ساعدا على زيادة الحاجات الضرورية، وفاقما من نقص الضروريات عن تلك القرى. وأضاف: «الخطة الاستراتيجية التنموية لمنطقة مكةالمكرمة استدعت توفير الكثير من الحاجات اللازمة للقرى التابعة لها وضواحيها، إلا أن المتطلبات تغيرت مع السنين ومرور الوقت، الأمر الذي يستوجب توفير الكثير من الخدمات لغالبية القرى، من أبرزها توفير محطات للكهرباء، مستشفيات صحية، والاهتمام بالطرق الداخلية للقرى ومشاريع السفلتة والإنارة».