استأنفت الطائرات الأميركية هجماتها على عناصر مفترضة من تنظيم»القاعدة» في اليمن، مساء أول من أمس، بعد توقف دام نحو ثلاثة أشهر. وشنت غارات عدة على منطقة جبلية تستهدفها غرب البلاد للمرة الأولى، ما أدى إلى مقتل قيادي محلي في التنظيم يدعى حميد الردمي وأربعة من مرافقيه كانوا في سيارة في مديرية وصاب العالي التابعة لمحافظة ذمار(جنوب صنعاء). وقال شهود ل»الحياة» إن طائرة من دون طيار يعتقد أنها أميركية، استهدفت ليل الأربعاء سيارة دفع رباعي، كان فيها القيادي في تنظيم»القاعدة» حميد الردمي في منطقة وصاب العالي مع أربعة من مرافقيه، ما أدى إلى مقتلهم وتفحم جثثهم. وأكد الشهود» أن ثلاثة صواريخ، على الأقل، سقطت قرب منزل الردمي، وأصابت ما يعتقد بأنه مخبأ كان يستخدمه لعقد الاجتماعات مع عناصر التنظيم». مشيرين إلى أن الأهالي في المنطقة أحجموا عن إخلاء جثث القتلى الخمسة، من داخل السيارة المحترقة خوفاً من استهدافهم بصواريخ الطائرة التي ظلت تحوم في المنطقة على ارتفاع منخفض». وهذا الهجوم الأميركي هو الأول من نوعه الذي يستهدف المرتفعات الجبلية غرب اليمن، في مديرية وصاب العالي التابعة إدارياً لمحافظة ذمار في حين أكدت مصادر محلية في المنطقة ل «الحياة» إن طائرة من دون طيار شوهدت منذ أسبوع وهي تجوب أجواء المنطقة. إلى ذلك، أكدت السلطات اليمنية الغارة من دون أن تحدد إن كانت الطائرة أميركية أم لا، وأعلنت على موقع وزارة الدفاع أن غارة جوية استهدفت الإرهابي حميد الردمي عند الثامنة والنصف مساء الأربعاء (بتوقيت صنعاء) في قرية «مذلب - بيت اليهود في وصاب العالي وهو في طريقه إلى منزله قادماً من سوق القرية». وأكدت أنه لقي «مصرعه وأربعة من مرافقيه هم: مكرم علي أحمد حمود الحاج، ونجم الدين علي عبدالله الراعي، وغازي حمود العماد، وإسماعيل المقدشي». وكان الردمي ضابطاً في الأمن اليمني، على ما أفاد مقربون منه «الحياة»، قبل أن ينضم إلى صفوف التنظيم، مؤكدين أنه سبق له أن أودع في أحد السجون في صنعاء، وتم إطلاقه لعدم وجود ما يؤكد إدانته بالانتماء إلى»القاعدة». واتخذ الردمي منطقة وصاب العالي منطلقاً لأنشطته، واستولى مع مجموعة من أتباعه، أواخر العام الماضي، على قلعة تاريخية تحتل إحدى القمم الجبلية في المنطقة، كما حاول أن يستقطب عدداً من الأهالي لإقناعهم بالانضمام إلى صفوف التنظيم. وذكرت مصادر محلية، في محافظة إب أن طائرات من دون طيار شوهدت في الفترة الأخيرة تحلق في أجواء بعض مديريات المحافظة وتتردد معلومات عن تنامي أنشطة التنظيم في المنطقة على يد سجناء سابقين في معتقل «غوانتانامو». وتوقفت الهجمات الأميركية في اليمن خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وسط أنباء عن توقفها نزولاً عند رغبة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي كان يهدف إلى مهادنة تنظيم»القاعدة» قبيل وأثناء انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في صنعاء.