قوبلت دعوة المحلل السياسي في قناة فوكس نيوز إيريك رش إلى «القبض على كل السعوديين الموجودين على الأراضي الأميركية» برفض واسع من قبل كافة الأطياف الأميركية. وكان رش أثار غضباً في الأوساط المدنية الأميركية بعد إطلاقه دعوة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، طالب فيها عقب «تفجيري بوسطن» الأميركيين ب«القيام بواجبهم الوطني والقبض على كل سعودي فوق أرضهم حتى دون التحقق من هويته»، زاعماً أن «السعوديين والمسلمين أشرار يجب قتلهم جميعاً». موقف رش قوبل باستهجان من الأميركيين أنفسهم الذين أكدوا في ردودهم على تغريدته رفضهم لمثل هذه الدعوات «العنصرية»، واصفينه ب«المختل عقلياً»، وبعث أحدهم بتغريدة قال فيها: «هذه التغريدة وضعت حداً لمهنيتك والآن لم أعد من متابعيك»، وكتبت أميركية رداً وصفت فيه رش ب«المقزز»، فيما قال آخر: «أنت الشر فلنقتلك... ماذا حدث لك أنت سخيف ومختل». الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي استنكر دعوة رش، متسائلاً في اتصال مع «الحياة»: «هل أنهت قناة فوكس نيوز التحقيقات وتوصلت إلى أن مرتكب حادثة التفجير مسلم؟». وأكد أوغلي أن «المنظمة ستتابع تعليق المحلل الأميركي، وستوضح موقفها منه في حال تثبتها من صدقيته»، فيما أوضحت مصادر في مجلس التعاون الخليجي ل«الحياة»، أن هذه الدعوة يوضح ضعفها «خطاب الرئيس الأميركي الذي أكد فيه أن الموضوع رهن التحقيق»، وهو ما ينفي دعوة المحلل الأميركي. رئيس قناة العرب الإعلامي جمال خاشقجي دعا إلى تجاهل من سماهم ب«الحاقدين» أمثال رش في الإعلام الأميركي، مشدداً على ضرورة دعم المنظمات والجمعيات المدنية في أميركا مثل مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية (كير) لتفعيل دورها ومساعدتها في الضغط على كل من يحاول الإساءة إلى الإسلام، متحفظاً على فكرة إصدار بيان من «المثقفين» أو «التنويريين» العرب لإدانة التصريحات الحبلى بالكراهية والعنصرية والتعصب التي تطلقها بعض وسائل الإعلام الأميركية ضد العرب والمسلمين، مؤكداً أنها «غير ذات جدوى». واستهجن الإعلامي إدريس الدريس دعوة رش، قائلاً إن «قناة فوكس نيوز التي ينتسب إليها هذا المحلل الذي يتحدث بلغة عنصرية مقيتة تدار بأموال يهودية، وآخر كلامه يفسد أوله»، مضيفاً أن «تعليق رش يظهر حقيقة الاستهداف المسبق للسعوديين»، مؤكداً أنه «كأي إنسان أؤيد القبض على أي متهم أو مشتبه به، أما أن يؤخذ الإنسان بمجرد الاعتماد على الهوية بسبب اختلاف عقدي أو ديني أو أيديولوجي فهو حال من الشيفونية والطائفية». وأوضح إدريس أن «مثل هؤلاء موجودون في كل وطن وفي كل ملة»، كاشفاً عن «حرب تشنها إسرائيل منذ الأزل تجاه العرب كقومية أو المسلمين كعقيدة، وربما زادت جرأتهم بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، لكن الحياة تسير بوجود الأسوياء وقليل من المتطرفين في كل أنحاء العالم، وهؤلاء لا يمكنهم أن يؤثروا في العلاقة بين المملكة والولاياتالمتحدة». وحذر الإعلامي إدريس الدريس من خطورة «التحريض» ضد السعوديين، مطالباً السفارة السعودية في أميركا والملحقيات التابعة لها بردع مثل هؤلاء والرد على هذه الاتهامات «حماية للعدد الكبير من طلابنا المبتعثين إلى الولاياتالمتحدة، لأن هذا التحريض قد يوغر صدور الأميركان على أبنائنا، بما يهدد أمنهم النفسي والبدني».