أكد «مجلس الذهب العالمي» أن التذبذب الحاصل في الأسعار منذ أيام لا يؤثر في النظرة المستقبلية لسوق الذهب، التي تبقى أسسها مستقرة، بوصف المعدن ملاذاً آمناً للاستثمار في المدى البعيد، لافتاً إلى أن النظرة القصيرة المدى إلى أي نوع من الأصول ستواجهها أخطار معينة، والأمر ليس محدداً بالذهب فقط. وقال مدير الاستثمار في المجلس، ماركوس غروب، ل «الحياة» في اتصال هاتفي: «نحن لا نعلّق عادة على التحركات السعرية للذهب في الأسواق، لكن هذه الفترة استثنائية على مستوى الأسواق والبعد السياسي المرتبط بمناقشة آلية إنقاذ قبرص، وبالتالي فعند النظر إلى تحركات سعر الذهب من المهم التنبه إلى أن الطلب على المعدن مرتبط بجملة عوامل يجدر أخذها في الاعتبار». وتابع: «بصرف النظر عن الوضع الاستثنائي في قبرص فإن المصارف المركزية وتحديداً في الدول الناشئة، تواصل شراء الذهب منذ فترة طويلة، وأخيراً اشترى المصرف المركزي في كوريا الجنوبية 20 طناً لتنويع احتياطه الأجنبي، والكمية التي تبحث قبرص بيعها تبلغ عشرة أطنان. ونفترض أن السوق بين المصارف المركزية صحية بالنسبة للكميات التي تتراوح في هذه المعدّلات، كما أن السيولة فيها جيدة وتساعد على امتصاص الكميات المطروحة للبيع». ورداً على سؤال عن توقعات الأسعار في المرحلة المقبلة قال غروب «ما سيحصل (...) سيعتمد على البيانات الاقتصادية والعوامل المؤثرة على المدى الطويل، ولا بد من التنبه إلى أن الطلب من الصين والهند لا يزال يتصاعد في هذه الفترة كما أن المصارف المركزية تشتري في شكل دائم، وكل هذه العوامل تساهم في تعزيز الأسعار». وتابع «الطلب على الذهب قوي في الصين والهند تحديداً، وهما تستحوذان على نصف الطلب العالمي سنوياً». وأوضح أن المصارف المركزية اشترت خلال عام 2012، حوالى 534.6 طن من الذهب وهو المستوى الأعلى منذ عام 1964، لافتاً إلى أن الطلب في الهند بلغ في العام ذاته حوالى 864.2 طن في حين بلغ في الصين 776.1 طن. وذكر أن الطلب على الليرات الذهبية للمستثمرين الأفراد بلغ 1061 طناً مرتفعاً 20 المئة عن معدله في خمس سنوات. وأضاف غروب «هناك فئات من مشتري الذهب، فمنهم من يشتري استثماراً طويل الأجل ولأنه ملاذ آمن لتوظيف المال، ومنهم من يشتريه بهدف الربح السريع في الأسواق، لذلك فإن أي تقويم لسوق الذهب أو لاتجاهه خلال الأيام المقبلة يجب أن يأخذ هذه العوامل في الاعتبار أيضاً». ونبّه من أن إنتاج المناجم بقي عند مستوياته السابقة مع تضاؤل المصادر الجديدة التي باتت أكثر كلفة للتطوير، وأشار إلى أن تدوير الذهب ازداد تدريجاً خلال السنوات الماضية لتلبية الطلب المتزايد. الأسعار في الأسواق، أشارت وكالة «رويترز» إلى أن سعر الذهب ارتفع واحداً في المئة أمس إذ دفع تراجع الأسعار إلى أدنى مستوياتها في سنتين، إلى مزيدٍ من عمليات الشراء في آسيا، لكن المعنويات ما زالت متأثرة بشدة بأكبر خسارة في يومين منذ 30 سنة. واستمر المستثمرون في الخروج من صناديق الاستثمار خوفاً من أن يكون المعدن فقد بريقه كملاذ آمن ووسيلة تحوّط ضد التضخم. وارتفع سعر الذهب 1.1 في المئة إلى 1383.15 دولار للأونصة بعد تراجعه إلى أدنى مستوياته منذ كانون الثاني (يناير) 2011 عند 1321.35 دولار أول من أمس. ونزل سعره حوالى 225 دولاراً يومي الجمعة والإثنين. وبين المعادن الأخرى، هبط سعر البلاتين 0.7 في المئة إلى 1433.74 دولار للأونصة. وتراجع البلاديوم 0.2 في المئة إلى 676 دولاراً للأونصة. واستقر سعر الفضة عند 23.39 دولار للأونصة بعد انخفاضه 12.6 في المئة أول من أمس.