بعد 24 ساعة على التفجيرين اللذين استهدفا حشوداً تابعت ماراثون مدينة بوسطن في ولاية ماساشوستس، وأسفرا عن مقتل 3 أشخاص، وجرح أكثر من 176 آخرين بينهم 17 في حال خطرة، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما مواطنيه إلى اليقظة والتنبه لأي نشاط مريب. وأعلن أن الجناة «غير معروفين، إذ ليس واضحاً إذا كانوا محليين أو أجانب أو «أشخاصاً ذوي نية سيئة». وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شجبه لهذه «الأعمال الإرهابية المشينة». وقال – في برقية لأوباما أمس - إن من قام بهذا العمل لا يمثل سوى نفسه، فلا دين ولا أخلاق ولا قيم تقبل ذلك أو تستسيغه».(للمزيد) وأكدت السلطات المحلية في بوسطن أمس ألا تهديدات أخرى تستهدف بوسطن، لكنها أغلقت شوارع عدة في المدينة، وجرى تفتيش كل الحقائب والباصات والقطارات فيها، بينما عُززت إجراءات الأمن في مدن أخرى من بينها واشنطن ونيويورك ولوس أنجليس وسان فرانسيسكو. واستنكر زعماء العالم التفجيرين. وكان خادم الحرمين أجرى اتصالاً هاتفياً فجر (أمس) مع سفير المملكة في واشنطن «للاطمئنان والتأكد من عدم وجود أي مواطن أو مواطنة، سواء من المبتعثين أم غيرهم، في حادثة التفجير الآثمة التي وقعت في مدينة بوسطن». وفي مؤتمر صحافي، أعلن المسؤول عن ملف التفجيرين في مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) ريتشارد ديلوريرز أن «التحقيق جرمي، ويمكن أن يصبح إرهابياً، فيما يتوجه الآن إلى الساحة الداخلية، وليس نحو جماعات إرهابية في الخارج، على رغم أننا حريصون على توسيع تحقيقنا إلى آخر أصقاع الأرض». وأشار ديلوريرز إلى أن التحقيق «مستمر وقد يأخذ وقتاً، لأنه يشمل أكثر من منطقة في بوسطن»، حيث دهم «إف بي آي» شقة في منطقة ريفيري، صادر منها ملفات وأجهزة. كما أصدر مذكرة للبحث عن شاحنة صغيرة مستأجرة يشتبه في استخدامها خلال الهجوم. وأعلن لاحقاً أن بين الجرحى طالباً وطالبة سعوديين وتم استجواب الطالب السعودي المصاب ويدعى عبدالرحمن الحربي باعتباره شاهداً، إذ أصيب في موقع أحد الانفجارين. وأكد الملحق الثقافي السعودي لدى واشنطن الدكتور محمد العيسى ل«الحياة» أمس، أن المحققين الأميركيين فتشوا شقة الحربي بموافقته وبتعاون منه، ولم يوجهوا إليه أية اتهامات. وتدعى الطالبة نورة العجاجي، فيما ناشد المبتعثون السعوديون إلى الولاياتالمتحدة زملاءهم التبرع بالدم لمصابي تفجيري بوسطن. ويلاحق المحققون كمّاً هائلاً من الأدلة يمكن أن يشكل خيوط الجريمة التي أكد «إف بي آي» أنه لم يتلقَ تهديدات مسبقة في شأنها. وبين الأدلة ارتباط الهجوم بقضايا داخلية مثل محاولة الإدارة تشديد الرقابة على اقتناء السلاح، خصوصاً أن اللجنة المنظمة لماراثون بوسطن 2013 هذا العام حرصت على تكريم 26 شخصاً، من بينهم 20 تلميذاً قتلوا في مجزرة إطلاق نار استهدفت مدرسة ابتدائية في نيوتاون في ولاية كونيتيكت عبر وضع علامة خاصة في نهاية الميل ال 26. كما يقام الماراثون في اليوم الوطني «باتريوتس داي»، وهو عطلة رسمية في ماساشوستس، وفي ثالث يوم إثنين من نيسان (أبريل) الذي يتزامن مع أسبوع اغتيال أبراهام لنكولن وأسبوع تفجير أوكلاهوما عام 1995. وفي الرياض، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برقية عزاء ومواساة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في ضحايا الانفجارين اللذين حدثا في بوسطن، جاء فيها: «آلمنا ما بلغنا عن نبأ الانفجارين اللذين حدثا في مدينة بوسطن وما نتج عنهما من وفيات وإصابات، وإننا إذ نشجب هذه الأعمال الإرهابية المشينة التي تستهدف عادة الأبرياء العزل، والتي تقوم بها فئة مجرمة آلت على نفسها إلا أن تكون عدواً لكل الاعتبارات الإنسانية، لنؤكد أن من قام بهذا العمل لا يمثل سوى نفسه، فلا دين ولا أخلاق ولا قيم تقبل بذلك أو تستسيغه، ونبعث لكم ولأسر الضحايا ولشعب الولاياتالمتحدة باسم شعب وحكومة المملكة وباسمنا بالغ التعازي، متمنين الشفاء العاجل للمصابين، والأمن والاستقرار للشعب الأميركي». وأجرى خادم الحرمين الشريفين اتصالاً هاتفياً فجر أمس بسفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير للاطمئنان والتأكد من عدم وجود أي مواطن أو مواطنة سواء من المبتعثين أم غيرهم في حادثة التفجير الآثمة التي وقعت في بوسطن أول من أمس. وطمأن السفير الجبير - بحسب بيان للديوان الملكي نقلته وكالة الأنباء السعودية - خادم الحرمين إلى أنه «لا يوجد قتلى أو مصابون من أبنائه وبناته ولله الحمد». وبعث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز برقية عزاء ومواساة مماثلة إلى الرئيس أوباما، جاء فيها: «تلقيت ببالغ الألم نبأ الانفجارين اللذين حدثا في مدينة بوسطن وما نتج عنهما من وفيات وإصابات، وإنني أقدم أحر التعازي وأصدق المواساة لكم ولشعب الولاياتالمتحدة الصديق ولأسر الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، والأمن للشعب الأميركي وألا تروا أي سوء». وقال وزير التعليم العالي خالد العنقري ل«الحياة» على هامش مؤتمر التعليم العالي الدولي أمس، إن طالبة سعودية أصيبت في انفجار بوسطن. وأضاف: «حتى لا تتداخل المسؤولية، الملحقية الثقافية هي الجهة المسؤولة عن الطلاب مباشرة وهي ترى ما يجري، ولديهم برنامج للتعامل مع هذه الحالات ومساعدة المبتعثين، وبحسب ما وصلنا فهناك طالبة مبتعثة إصابتها طفيفة، وبعد الاتصال بها وبزوجها تبيّن أنها بخير». ودانت السعودية التفجيرات التي وقعت في بوسطن، وقدمت تعازيها إلى أسر الضحايا. وذكر بيان أصدرته السفارة السعودية في واشنطن أمس (الثلثاء) أن سفير الرياض لدى واشنطن عادل الجبير قدم تعازيه إلى أسر الضحايا، وأعرب عن تمنياته بالشفاء لجميع الجرحى. ووصف الجبير ما حدث ب«الجريمة البشعة التي تتناقض مع القيم الإنسانية». وقال المبتعث السعودي أحمد رزيق الذي يدرس القانون بكلية ليسل في بوسطن ل«الحياة» في اتصال هاتفي أمس، إن المبتعثين السعوديين في بوسطن بادروا بتوجيه نداء للطلاب السعوديين للتبرع بالدم واستنكار التفجير. وأضاف رزيق أنه سيتوجه للتبرع بالدم للمصابين في الانفجار استجابة لنداء مجموعة من الطلاب السعوديين للقيام بعمل إنساني، ومشاركة المصابين معاناتهم.