وصلت تبعات الزلزال الذي ضرب ظهر أمس، أجزاء من جنوب شرق إيران، إلى دول الخليج العربي، بما فيها المملكة، ولم تقتصر هذه المرة على المنطقة الشرقية، إذ شعر بها سكان في مدينة الرياض، ما دفعهم إلى الخروج من المباني، وبخاصة المرتفعة منها. وهو المشهد الذي تكرر أمس، في مدن حاضرة الدمام (الدمام والخبر والظهران)، وكذلك غير مدينة خليجية، من دون أن تُسجل خسائر بشرية، أو حتى مادية، بخلاف الحال في الضفة الأخرى من الخليج، إذ ترددت أخبار عن حدوث وفيات وأضرار مادية كبيرة. وأوضح رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض المشرف على مركز الدراسات الزلزالية الدكتور عبدالله العمري، في تصريح إلى «الحياة»، أن الزلزال الذي ضرب جنوب شرق إيران، بقوة 7.7 درجة بمقياس ريختر، ناجم عن تصادم الصفيحتين «اليوراسية» و«الهندية»، في منطقة جبال الهملايا، لافتاً إلى أن هذه المنطقة تقع على «حزام نشط زلزالياً». ويبعد عن العاصمة العمانية (مسقط) نحو 600 كيلومتراً». وأشار العمري، إلى أن الهزات التي شعر بها بعض سكان دول الخليج العربي تسمى «ارتدادية»، وبدت قوتها من قوة الزلزال الذي وقع على عمق يبلغ نحو 50 كيلومتراً داخل الأرض». ولفت إلى أن الهزات الارتدادية تكون «محسوسة في المناطق التي تحوي طبقات رسوبية، كما هو الحال في دول مجلس التعاون الخليجي». وعن استمرار الهزات الارتدادية، أوضح أن «قوتها تبدأ بالانخفاض تدريجياً بعد الزلزال الرئيس». واستبعد العمري، أن يكون الزلزال ناجم عن قيام إيران بتجارب نووية تحت الأرض، مستشهداً بمناطق تجارب نووية في صحراء نيفادا في الولاياتالمتحدة الأميركية، وأخرى في روسيا، وما تخلفه تلك التجارب من هزات، «إلا أنها لا تصل إلى 6 درجات بمقياس ريختر». وأكد أن المنطقة التي شهدت الزلزال في جنوب شرق إيران، على الحدود الباكستانية، هي «منطقة التقاء الصفائح «اليوراسية» و«الهندية» و«الباكستانية». واستعاد العمري، ما ذكره في تصريح نشرته «الحياة»، أمس، ذكر فيه أن «أقصى درجة لزلزال قد تشهده إيران لن يتجاوز 7.5 درجة بمقياس ريختر»، وتباين ذلك مع الزلزال الذي شهدته إيران أمس، وقال: «الطبيعة الجيولوجية للمنطقة، وطبيعة التصادم بين الصفيحتين «اليوراسية» و»العربية»، تحديداً لن تتجاوز 7.5 بمقياس ريختر، كحد أقصى، وتم تحديد ذلك من خلال الدراسات الإحصائية والمتابعة وأعمال المسح. أما طبيعة وقوة التصادم بين الصفيحتين «اليوراسية» و»الهندية»، فيتوقع أن تشهد درجات متقاربة، أو أكثر من ذلك بقليل»، مشيراً إلى أن الزلزال الذي شهدته المنطقة الحدودية بين إيران وباكستان في جنوب غرب إيران، كان «قوياً»، مقارنة بما شهدته المنطقة الواقعة إلى جنوب غرب إيران، الأسبوع الماضي، والذي بلغ عمقه نحو 10 كيلومترات، مشيراً إلى أن الفرق في درجة واحدة بمقياس ريختر، يزيد في حركة الصفائح 10 مرات.