استهدفت بلجيكا امس شبكات لتجنيد المقاتلين من أجل سورية وقامت بعشرات عمليات الدهم والتوقيف في الأوساط الإسلامية، فيما تكاثر انضمام شبان بلجيكيين إلى المعارضين المسلحين السوريين. وقال ناطق باسم النيابة الفيديرالية إن الشرطة البلجيكية شنت صباح الثلاثاء «46 عملية دهم بشكل أساسي في مدينتي انتويرب (شمال) وفيلفوردي» في ضاحية بروكسيل، واللتين انطلق منهما في الأشهر الاخيرة حوالى ثمانين متطوعاً للقتال في سورية. كما اكد الناطق توقيف عدد من الأشخاص من دون أن يعطي رقماً دقيقاً، وبين الموقوفين الذين يشتبه في «مشاركتهم في نشاطات مجموعة إرهابية» فؤاد بلقاسم، الناطق السابق باسم «الشريعة لبلجيكا»، وهي مجموعة متشددة سعت إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في بلجيكا وأعلنت عن حل نفسها طوعاً في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، على ما أفادت النيابة. وبلقاسم الذي أدين في تشرين الثاني (نوفمبر) بالتحريض على الكراهية والعنف والتمييز بحق غير المسلمين، كان قيد الإقامة الجبرية ويضع سوار رصد إلكترونياً. كما استجوبت الشرطة رجلاً يعالج في المستشفى في بروكسيل لإصابته في سورية، وفق وسائل الإعلام البلجيكية. وتأتي حملة الدهم هذه في إطار رد السلطات البلجيكية على توجه شبان مسلمين متشددين إلى القتال، وهي ظاهرة بدأت تتسع في الدول الأوروبية، ومن بينها فرنساوهولندا، وتثير ضجة كبيرة في بلجيكا منذ أسابيع. وتناولت وسائل الإعلام البلجيكية حالة براين دي مولدر (19 عاماً) المتحدر من انتويرب، والذي غادر منزل عائلته في 22 كانون الثاني (يناير) قائلاً لشقيقته «قد لا ترينني مجدداً أبداً». وظهر الشاب، الذي ينتمي الى «الشريعة لبلجيكا»، إلى جانب مقاتلين آخرين ناطقين بالهولندية في شريط فيديو صُوِّر في سورية في الربيع. أما يورون بونتينك (18 عاماً) من انتويرب أيضاً، فقال لوالديه إنه ذاهب في عطلة إلى هولندا مع «إخوانه» لكنه ذهب إلى سورية. وتوجه والده بنفسه إلى شمال سورية سعياً لإعادته إلى بلجيكا، لكن بلا جدوى حتى الآن. كما تحدثت وسائل الإعلام البلجيكية عن متطوعين غادروا بلجيكا وقتلوا في المعارك. والأحد الماضي قتل الفرنسي رافاييل جاندرون (38 عاماً) والمقرب من أوساط الاسلاميين في بلجيكا بينما كان يقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد في صفوف لواء اسلامي. وأكد نائب من شايربيك أمس، أن تلميذين مسلمين في السادسة عشرة في مدرسة المنطقة في بروكسيل، توجها الى سورية في 4 نيسان (ابريل) مع بدء عطلة عيد الفصح. وأوضح أن «نتائجهما المدرسية كانت مثالية»، وأن أساتذتهما، ومن بينهم مدرس الدين الاسلامي، لم يلحظو «أي مؤشر مسبق». وأشار إلى أن شقيق أحد التلميذين الأكبر أقنعهما بالانضمام إليه في سورية. وكثف المسؤولون البلجيكيون الحكوميون والمحليون في المدن المذكورة الاجتماعات أخيراً سعياً إلى وقف هذه الرحلات، علماً بأنهم أكدوا العمل على مكافحة هذه المشكلة من دون ضجة منذ أكثر من عام. وشكلت وزيرة الداخلية جويل ميلكيه في أواخر آذار (مارس) «فريق عمل» مخصصاً لسورية، ويشمل الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية في البلاد. والى جانب الشق القضائي الذي انطلق مع حملة الدهم امس، تسعى السلطات البلجيكية إلى تعزيز الجانب الاحترازي، عبر مكافحة دعاة التشدد الإسلامي في أوساط الشباب المسلم، ولا سيما في المدارس والمساجد. لكن يفترض أن تدرس الحكومة هذا الأسبوع وسائل منع مغادرة المتطوعين. ومن الإجراءات التي طرحتها ميلكيه تعزيز الرقابة على الحدود وتكثيف التعاون مع تركيا، التي تشكل محطة لمعظم المتطوعين المتوجهين إلى سورية. وفي انقرة، قالت صحيفتا «حرييت» و «راديكال» على موقعيهما الالكترونيين ان الشرطة التركية اوقفت في محافظة قونية (وسط) عشرة اشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة «القاعدة» وتجنيد وتدريب وتسليح افراد للقتال في صفوف المعارضة السورية. ونفى الموقوفون التهم الموجهة اليهم.