قتل شخص وجرح ثلاثة آخرون أثناء تفريق قوات الشرطة مسيرة ليلية في خور مكسر، في عدن، احتجاجاً على انقطاع المياه عن معظم انحاء المدينة. في وقت شهدت ضواحي مدينة صعدة القديمة حرب شوارع بين الجيش و «الحوثيين». وأكد شهود عيان في عدن ل «الحياة» أن مئات المحتجين خرجوا في مختلف أحياء ومديريات المدينة الجنوبية في تظاهرة احتجاجية للمطالبة بتزويدهم بالمياه ورفع معاناتهم من نقص حاد في مياه الشرب منذ شهور . وأكد مسؤول في السلطة المحلية «أن من المتوقع الانتهاء من مشروع مياه إسعافي يضم 12 بئراً سيبدأ تشغيلها وضخ مياهها في شبكة عدن خلال يومين وتعويضها نقص المياه الواردة من محافظتي لحج وأبين». ويعود نقص المياه إلى خلافات بين السلطة المحلية في عدن وسلطات أبين ولحج، ما دفع الاخيرة إلى تقليص كميات المياه التي يتم ضخها من حقول في لحج وأبين إلى عدن. في موازاة ذلك، تواصلت المواجهات في محافظة صعدة وأغلقت المحلات التجارية والمؤسسات الحكومية أبوابها امس الاثنين اثر المعارك في ضواحي مدينة صعدة، واستهداف «الحوثيين» لحارة السلام والجوازات وباب نجرآن بمدافع الهاون. وذكر شهود أن «الحوثيين» استهدفوا صعدة القديمة وحارة السلام وأن سيارات الإسعاف تجوب المدينة التي تشهد حالة طوارئ غير معلنة. وقال مصدر عسكري، أن «الحوثيين» حاولوا مساء الأحد فتح جبهة جديدة من الجهة الشرقية لمدينة صعدة بآل سالم حيث دارت هناك اشتباكات عنيفة، مشيرا إلى سقوط قتلى في صفوف المتمردين. واوضح أن «الحوثيين» كانوا فتحوا جبهة أولى من منطقة طريق العند المهاذر خط صنعاء، إلى جانب فتح جبهة اخرى على مدخل مدينة صعده الطلح ضحيان القريبة من المدينة. وفي الوقت الذي تحدثت مصادر رسمية وعسكرية عن تحقيق قوات الجيش تقدماً في المواجهات في صعدة، فيما أعلن مكتب عبد الملك الحوثي قائد التمرد ترحيبه بأي «دعوة لوقف نزيف الدم اليمني وتحقيق العدل والمساواة وترسيخ مبادئ العيش الكريم وإطلاق السجناء وعودة الناس إلى قراهم ومنازلهم». وقال المكتب في بيان «ان الحوار هو الطريق لحل جميع القضايا سلمياً ووقف الحرب». من جهة اخرى، اعلن ناطق رسمي امس «ان صنعاء لا تستطيع تأكيد خبر اكتشاف جثث عائدة لاكثر من مئة متمرد خلال عملية التطهير جرت في الشمال». وقال الناطق لوكالة الانباء اليمنية (سبأ): «لا علم لنا بمثل هذه الانباء». واضاف ان «القوات المسلحة والامن طهرت مدينة حرف سفيان وجوارها ولم تعثر على اي جثة للعناصر المتمردة في الطرق المجاورة لمنطقة حرف سفيان». وكانت السلطات اليمنية اعلنت الاحد مقتل اكثر من مئة متمرد بينهم القائدان محسن صالح وهادي قاوود. الى ذلك، اعربت واشنطن أمس عن «قلقها البالغ» من أعمال العنف في اليمن، وقال مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن ادارة الرئيس باراك أوباما تنظر الى التطورات «والنزاع المسلح» الدائر في محافظة صعدة شمال البلاد «بكثير من القلق» وتدعو «جميع الأطراف للعودة الى اتفاق وقف النار الموقع العام الماضي». ودعا الى «ضمان أمن وسلامة فرق الاغاثة الدولية في المنطقة ووصول المساهدات الطارئة الى المخيمات التي تحتضن المشردين» من بيوتهم.