أكد نائب وزير الخارجية رئيس الوفد السعودي المشارك في المؤتمر الدولي لإعاة إعمار غزة في القاهرة نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، أن «مشاركة المملكة في المؤتمر تأتي في إطار حرصها على دولة فلسطين وشعبها والأراضي الفلسطينية»، معبراً عن أمله بنجاح المؤتمر، وأن يؤتي ثماره المتوقعة. وأوضح أمس (الأحد) أن افتتاح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمؤتمر يعطيه دعماً قوياً بما ينعكس إيجابياً على فلسطين وشعبها، مشدداً على أهمية انعقاد المؤتمر بالقاهرة في هذا التوقيت، معرباً عن شكره وتقديره لحكومة وشعب مصر على استضافته. كما بحث نائب وزير الخارجية خلال لقائه على هامش أعمال المؤتمر في القاهرة أمس وزير الخارجية النروجي بورج برينده، سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك بين المملكة والنروج في المجالات كافة، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمها الأوضاع في قطاع غزة. إلى ذلك، أوضح السفير الفلسطيني لدى القاهرة جمال الشوبكي، أن الدعم السعودي لبلاده يعد «استراتيجية سعودية ثابتة»، مشيراً إلى أن المملكة توفر 5 في المئة من رواتب الموظفين في فلسطين شهرياً، مثمناً جهودها في محاولة إحلال السلام لمصلحة الشعب الفلسطيني على مدار تاريخ القضية الفلسطينية. وقال في اتصال مع «الحياة» أمس (الأحد) إن «السعودية دائماً سباقة في خدمة فلسطين والشعب الفلسطيني، إذ إنها قدمت في 2002 مبادرة أطلقها (ولي العهد آنذاك) خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حظيت بتأييد عربي وإسلامي، وأكد أهميتها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر أمس». وأضاف أن هذه المبادرة «تعد خريطة طريق لإعادة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي في هذا التوقيت، إذ إن المنطقة بحاجة ماسة إلى إزالة بؤر التوتر بها»، مشيراً إلى أن «الرياض مدت يدها للفلسطينيين كافة للوقوف صفاً واحداً لخدمة القضية الفلسطينية، لكن بعض الفرقاء أضاعوا هذه الفرصة»، مستشهداً بنتائج لقاء مكة 2006، معتبراً أنه إحدى أهم الفرص الضائعة ل«لم الشمل الفلسطيني». وكان الرئيس المصري حض إسرائيل أمس على التفكير في إطلاق جهود سلام جديدة استناداً إلى مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية في قمة بيروت العربية في 2002. وقال السيسي إنه يجب أن «نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام الذي يضمن الاستقرار والازدهار، ويجعل حلم العيش المشترك حقيقة. تلك هي الرؤية التي تضعها المبادرة العربية للسلام الذي نتطلع إليه». وتعرض المبادرة اعترافاً كاملاً بإسرائيل في مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967 كافة، والموافقة على «حل عادل» لقضية اللاجئين الفلسطينيين. من جهة ثانية، أجمع المشاركون في المؤتمر على ضرورة دعم غزة والوقوف بجانبها وتوفير الحياة الإنسانية الأفضل لسكان القطاع في بيئة سياسية آمنة، مؤكدين في كلمات لهم خلال جلسات المؤتمر أن القضية الفلسطينية وقطاع غزة يحتلان قمة الأجندة الدولية في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة. وأشار وزير خارجية النروج بورج برينده إلى استمرار دعم بلاده للفلسطينيين، مضيفاً أن النروج قدمت للشعب الفلسطيني هذا العام 20 مليون دولار، ليصل إجمالي تعهداتها إلى 100 مليون دولار. وحض برينده في كلمته القطاع الخاص الفلسطيني على القيام بدوره في إعادة إعمار غزة وإقامة مشاريع وأنشطة اقتصادية بالقدس الشرقية لمساعدة السلطة الفلسطينية كي لا تعتمد على المانحين. وقال إن «سكان غزة لا يستطيعون الانتظار من دون نتائج، ويجب ألا تكون هناك حرب في غزة بعد عامين مرة أخرى»، مشدداً على ضرورة التزام الدول المانحة بما ستعلنه من تعهدات قبل المؤتمر المقبل للمانحين بعد عامين. وأكد ضرورة حل الدولتين، وأن تكون غزة جزءاً من الحل، مشيراً إلى أنه سيعقد اجتماعاً في بروكسل في الربيع المقبل لبحث التقدم المحرز في هذا الصدد. فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تقديم بلاده دعماً لإعادة إعمار قطاع غزة بمبلغ 212 مليون دولار. وقال في كلمته خلال المؤتمر: «سنقدم 212 مليون دولار لإعادة إعمار غزة وأدعو الجميع للإسهام في هذا الجهد»، مشدداً على ضرورة إنهاء الصراع من خلال المفاوضات، مؤكداً أن حل الدولتين أصبح أكثر ضرورة الآن. .. وتتطلع إلى التركيز على إعادة إعمار غزة أكد المدير العام للإدارة الفنية بالصندوق السعودي للتنمية المهندس حسن العطاس، أن دعم السعودية لفلسطين وشعبها قائم منذ فترة طويلة ولا يزال مستمراً بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، متطلعاً إلى أن يركز المجتمع الدولي على تنمية غزة وألا يتوقف الأمر على إعادة إعمارها. وأوضح العطاس، على هامش أعمال مؤتمر إعادة إعمار غزة المنعقد حالياً بالقاهرة أمس أن المملكة سبق وأن أعلنت في مؤتمر جدة عن تبرعها بمبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، وتلبية حاجات الشعب الفلسطيني، مبيناً أن الصندوق السعودي للتنمية منوط به تنفيذ المشاريع الإنمائية في فلسطين سواء كانت في الضفة الغربية أم غزة. وأضاف أن الصندوق السعودي للتنمية ينسق مع الجهات المانحة في المجموعة العربية والدولية لتنفيذ الخطة الإنعاشية الخاصة بإعادة إعمار غزة على مدار الثلاثة أعوام المقبلة، معرباً عن أمله في أن تستشعر الجهات المانحة المسؤولية الملقاة على عاتقها وتؤدي الدور المطلوب منها تجاه غزة. وأشار المدير العام للإدارة الفنية بالصندوق السعودي للتنمية إلى أن إعادة إعمار غزة يحتاج إلى وقت ومجهود كبير من جانب الجهات المانحة المشاركة في هذا المؤتمر الدولي المهم الذي يعقد برعاية مصرية نرويجية، حتى يلمس الفلسطينيون جهود تلك الجهات على أرض الواقع في غزة.