بدأت قوات الأمن في مدينتي النجف وكربلاء بتنفيذ خطة أمنية جديدة بالتزامن مع بداية شهر رمضان، وورود معلومات استخباراتية عن دخول سيارات مفخخة ومتفجرات إلى المدينتين لتنفيذ عمليات خلال الأيام التي يتوافد فيها أكبر عدد من الزوار. وأعلن مسؤول الإعلام في قيادة شرطة كربلاء الرائد علاء الغانمي أن الشرطة «تملك معلومات استخباراتية جيدة عن العناصر الإرهابية، ما يحول دون دخولها الى المدينة المقدسة»، مشيراً الى العثور على عبوات ومواد متفجرة تتولى قوات الأمن فحصها. وأضاف الغانمي في تصريح إلى «الحياة» أن «الخطة ركزت على نقاط التفتيش الخارجية، وهناك تفتيش دقيق للعجلات ذات الحمولة الكبيرة. وأشار إلى «استمرار عمليات الدهم للمطلوبين قضائياً، للحيلولة دون اعطاء فرصة للأعداء في أن يتنفسوا الصعداء». ولفت إلى «اعتقال عدد من المشتبه بهم الذين ليسوا في قائمة المطلوبين قضائياً». وتابع أن «أجهزة الأمن في المديرية العامة لشرطة المحافظة ألقت القبض أيضاً على 27 مطلوباً للقضاء وبجرائم مختلفة»، مشيراً الى أن هذه الاعتقالات «جاءت خلال حملة أمنية قامت بها المديرية بعد تفجيرات بغداد وبابل». وأوضح الغانمي أن «معلومات الإحصاء الخاصة بمديرية شرطة كربلاء تؤكد اعتقال 90 في المئة من المطلوبين وفقاً لمذكرات قضائية»، لافتاً إلى أن «رجال الشرطة يواصلون البحث عبر العناصر الاستخباراتية عن المتبقين الذين غادروا المدينة بعد ملاحقتهم من قوات الأمن». ويعاني أهالي مدينتي كربلاء والنجف من قطع الطرق والشوارع الفرعية المؤدية الى مركز المدينة وصعوبة وصول السيارات من منطقة الى أخرى نتيجة الاجراءات المتخذة من نقاط التفتيش المنتشرة في عموم المدينة. الى ذلك، نفذت أجهزة الأمن في محافظة النجف حملة تفتيش ومسح في المناطق النائية والأحياة الشمالية وانتشرت الشرطة والجيش في مركز المدينة. وأكد الناطق باسم قيادة شرطة النجف مقداد الموسوي ل «الحياة» «نشر دوريات الشرطة وعناصر أجهزة الأمن في محيط ووسط المدينة القديمة والمناطق المزدحمة كمرآب النجف الداخلي تنفيذاً لخطة المديرية لتأمين الزائرين الوافدين خلال شهر رمضان المبارك». وأضاف الموسوي أن «مفارز الكلاب البوليسية المدربة اشتركت في عملية التفتيش والمسح لضمان سلامة المواطنين وأمنهم مع التشديد على ضرورة تدقيق السيطرات (الحواجز) الخارجية في التفتيش»، مشيراً الى أن «الإجرءات المتخذة احترازية وفي اطار خطة أعدتها قيادة الشرطة لتأمين المحافظة». وفي الديوانية (180 كيلومتراً جنوب بغداد)، اتهم قائد الفرقة الثامنة للجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي جهات سياسية بالوقوف وراء أعمال القصف التي شهدتها المحافظة أخيراً. وقال الغانمي إن «صواريخ الكاتيوشا التي سقطت على معسكر ايكو خلال الأيام الماضية تقف وراءها جهات لها دور في العملية السياسية بحسب مصادرنا الاستخباراتية». وأوضح أن قوات الأمن «ستلاحق مرتكبي هذه الأعمال وستلقي القبض عليهم حتى لو أنهم ينتمون إلى هذه الجهات، كونهم مخالفين للقانون ويقفون وراء العنف، وسيحاسبون وفقاً للمادة 4 إرهاب». وكانت أجهزة الأمن في محافظة الديوانية نفذت خطة باسم «صولة الفجر الساطع» لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن «هذه الصولة تأتي بعد الخروقات الأمنية التي حدثت قبل أيام من خلال قصف معسكر ايكو، مقر القوات الأميركية وسط مدينة الديوانية»، مشيراً الى أن «الصولة تشارك فيها مختلف أجهزة الشرطة ومنتسبو الجيش في الفرقة الثامنة التي تتخذ من الديوانية مقراً لها». وأوضح هذا المصدر أن «هذه الأجهزة نفذت حملة واسعة في أحياء مختلفة من المدينة منها حي رمضان والزراعيين وشارع سال ومنطقة الجمهوري وحي الصدر للبحث عن مطلوبين للعدالة والأسلحة غير المرخصة».