تدخل السهرة التلفزيونية «صدى» التي عُرضت على «التلفزيون السعودي» قبل شهر من الآن مهرجان الخليج السينمائي في مدينة دبي. ولسنا ندري ما إذا كان عرض هذه السهرة التلفزيونية في المهرجان سيتدارك خطأً فادحاً ارتكبه اصحابها عند بثها على الشاشة الصغيرة إذ عرضت من دون ان تصحبها ترجمة في اسفل الشاشة للعبارات التي تم اداؤها بلغة الإشارة والتي استحال فهمها على المتفرجين، علماً أن العمل يتناول في معظم مشاهده شخصيات صم وبكم ومشاهد يتم التعبير فيها بلغة الإشارة التي يتقنونها ولا يتقنها غيرهم عادة، ما يعني ان المشاهدين لم يفهموا شيئاً. والجدير ذكره هنا ان المنتج المنفذ لهذه السهرة التلفزيونية، خالد الراجح قد تبادل الإتهامات مع كاتبة العمل أمل حسين في صدد غياب الترجمة فبرأ الراجح مؤسسته من خطأ الغياب، بقوله: «قبل البدء في تصوير السهرة التلفزيونية أكد مالك المؤسسة المعتمدة من التلفزيون السعودي حينها بأن ترجمة المشاهد للأشخاص العاديين «غير الصم» من مسؤولية التلفزيون، فلديهم مترجمون متخصصون». لكن كاتبة العمل أمل الحسين ألقت باللوم على المنتج المنفذ للسهرة بقولها: «اتفقت معه على توفير مترجم للغة الإشارة في المشاهد التي يكون فيها الحديث لأشخاص أصحاء، لكنه لم ينفذ ذلك». وأضافت: «لقد استعنت خلال إعداد السهرة بمترجمين للعمل، نجحوا في تعليم الممثلين لغة الإشارة، وظهر ذلك في بعض المشاهد»، لافتة إلى أن المشاهد التي تتطرق لفئة الصم لا تصوّر إلا بوجود مترجمين في لغة الإشارة». وأظهرت مشاهد من السهرة التلفزيونية «صدى» ممثلين يتحاورون بلغة الإشارة، لكن المشاهد الأخرى لم توضع ترجمة لها في أسفل الشاشة لتوضيح الحوار لفئة الصم التي يتناول العمل معاناتها، وهو ما أضعف إيصالها إلى تلك الفئة. وشدد المدير التنفيذي لجمعية الإعاقة السمعية (سمعية) علي الهزاني في وقت سابق على أن أفراد طاقم عمل السهرة التلفزيونية «صدى» لم يتواصلوا إطلاقاً مع الجمعية، لافتاً إلى أن مسؤولي العمل تعاونوا مع مترجم بسيط لا يحمل الشهادة الثانوية، «فلو تواصلوا معنا لخدمناهم، للأسف هناك من يستغل اسم فئة الصم، ونحن ضد ذلك». وكان المنتج خالد الراجح رفع شكوى كاتبة العمل أمل الحسين في جمعية المنتجين السعوديين، بحجة أن مؤسسته لم تتسلم أي مبلغ مالي من المنتج المعتمد، قائلاً ان ذلك يعتبر سرقة وإجحافاً لحقوقه المادية والمعنوية والأدبية، على حد قوله، بيد أن الكاتبة ردّت على ادّعاءات الراجح بأنه لا يحق لمؤسسته التدخل في تسليم السهرة للتلفزيون، كونه منتجاً منفذاً فقط. وتدور أحداث السهرة التلفزيونية ل «صدى» الذي يقوم بالأدوار الرئيسة فيها كل من خالد منقاح وسارا الجابر وتركي السليمان ومرام عبدالعزيز ومروة محمد، ويخرجها سمير عارف، من حول زوجين من فئة الصم ولديهما ابن طبيعي يتحدث معهما طوال الوقت بلغة الإشارة، ولكنه يواجه صعوبات وإحراجات مع زملائه ومجتمعه بسبب والديه اللذين قررا عدم الإنجاب لئلا يظلما أبناءهما، كما يعتقدان.