تجاهلت طهران تحذيرات دولية من خطر الزلازل على محطة «بوشهر» النووية، وأعلنت نيتها بناء مفاعلات جديدة في المحطة، كما اقترحت على دول «استثمار أموال» في بناء مفاعلات ذرية في إيران، وبيع الطاقة الكهربائية المنتجة منها. في غضون ذلك، أعربت الولاياتالمتحدة عن «قلق شديد» من إعلان إيران الثلثاء، تشغيل منجمين جديدين لليورانيوم سيزوّدان منشأة لإنتاج «الكعكة الصفراء» المُستخدمة لتخصيب اليورانيوم. وقال مندوب للخارجية الأميركية في لندن حيث عُقد أمس اجتماع لوزراء خارجية الدول الصناعية الثماني الكبرى، إن إيران «لم تذكر» شيئاً عن إعلانها، خلال جولة المحادثات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، في ألما آتا عاصمة كازاخستان أخيراً. واستدرك: «نادراً ما نُفاجأ بما ينوي (الإيرانيون) فعله». وأضاف: «قالوا إنهم سيحرزون تقدماً ويفعلون كل ما يستطيعون، لتحقيق ما يتصل بحقهم الثابت في امتلاك قدرة نووية كما يقولون»، واستدرك: «نحن قلقون جداً مما يفعلونه». وتوفي 38 شخصاً وجُرح حوالى 950، بهزة قوتها 6.3 درجات على مقياس ريختر، ضربت مدينة في محافظة بوشهر جنوبإيران، تبعد نحو 91 كيلومتراً عن المحطة النووية. وأكدت طهران والشركة الروسية التي بنت المحطة، أنها «لم تتأثر إطلاقاً» بالهزة، فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران أبلغتها «عدم حدوث أضرار في محطة بوشهر، ولا تسربات إشعاع من منشآتها». وأضافت الوكالة أنها لن تطلب مزيداً من المعلومات من طهران. وأكد رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني أن الهزة «لم تؤثر في سلامة محطة بوشهر»، لافتاً إلى أن المحطة «لم تكن توّلد كهرباءً أو ترسلها إلى الشبكة» لدى حدوث الهزة. وشدد على أن «المحطة مصممة لمقاومة زلزال قوته أكثر من 8 درجات على مقياس ريختر». وتابع أن بإمكانها «استيعاب 6 مفاعلات، وسنبدأ قريباً تشييد وحدتين تنتجان ألف ميغاوات على الأقل». وذكر أن إيران «حددت 16 موقعاً آخر، في أماكن عدة، تصلح لبناء محطات نووية»، لافتاً إلى مواقع على ساحل الخليج وبحر عمان وبحر قزوين. وذكر عباسي دواني أن طهران اقترحت على دول لم يحددها، أن «تستثمر أموالاً» في بناء محطات نووية في إيران، وبيع الطاقة الكهربائية المنتجة منها. وإيران الوحيدة التي تشغّل محطة نووية، من دول ليست عضواً في اتفاق السلامة النووية المُبرم بعد كارثة تشيرنوبيل في أوكرانيا عام 1986. وكان «معهد كارنيغي» و «اتحاد العلماء الأميركيين» نشرا تقريراً الأسبوع الماضي، حذر «من نذر خطر» لافتاً إلى أن محطة بوشهر تقع على تقاطع ثلاث صفائح تكتونية، تحدث هزات وزلازل عند حدودها، بسبب حركتها النسبية. ونبّه التقرير إلى أن «التحذيرات المتكررة حول خطر الزلازل على محطة بوشهر النووية، لقيت كما يبدو آذاناً صماء» في إيران. وقدّر المعهد كلفة المحطة بنحو 11 بليون دولار، ما يجعلها من أكثر المحطات كلفة في العالم. وتقع إيران على خطوط صدع رئيسة، وتعرّضت لهزات وزلازل مدمرة في السنوات الماضية، أسفر أحدها عام 2003 عن تدمير مدينة بم في جنوب شرقي البلاد، وقتل أكثر من 25 ألف شخص. واعتبر والت باترسون، وهو خبير في البنية التحتية للطاقة في مركز بحوث «تشاتام هاوس» (مقره لندن)، أن خطط إيران لزيادة محطاتها النووية، «ليست حكيمة جداً»، لأسباب مالية وتكنولوجية. وأضاف: «لن أكون مرتاحاً جداً إزاء وجود مخزون ضخم من نشاط إشعاعي، في أي مكان قد يشهد نشاطاً زلزالياً أساسياً».