دعا البابا فرنسيس الى "ثقافة التلاقي" مع "احترام الاختلافات" في العلاقات الدولية، وذلك لدى استقباله الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي رأى فيه "زعيماً روحياً للعالم" ودعاه لزيارة مقر الاممالمتحدة في نيويورك. وجاء في بيان رسمي ان البابا الارجنتيني شدد خلال لقاء استمر 20 دقيقة على "مساهمة الكنيسة الكاثوليكية، انطلاقا من هويتها وبالوسائل المتاحة لها، في الكرامة التامة للانسان وترقية ثقافة التلاقي التي تساهم في الاهداف النبيلة" للامم المتحدة. من جهته، اعتبر بان كي مون الذي دعا البابا الى زيارة مقر الاممالمتحدة، ان الكرسي الرسولي والاممالمتحدة "يتقاسمان اهدافا وافكارا مشتركة". وشدد الاب فديريكو لومباردي المتحدث باسم الكرسي الرسولي على "ثقافة التلاقي" التي تعد سمة للحبرية الجديدة كما قال. وتمحور اللقاء ايضا حول الازمات والحالات الانسانية الطارئة في سوريا وشبه الجزيرة الكورية والقارة الافريقية. واضاف "لقد تحدثا عن مشكلة الاتجار بالبشر ولاسيما النساء ومشكلة اللاجئين والمهاجرين". واضاف المتحدث ان التشديد على الاتجار بالبشر ولاسيما النساء هو نقطة مهمة اخرى في هذا اللقاء. وكان البابا وجه في رسالته الفصحية "المدينة والعالم" نداء دعا فيه الى وقف الاتجار بالبشر ووصفه بأنه"العبودية الاكثر تفشيا" في مستهل القرن الحادي والعشرين. واعرب البابا عن "التقدير الذي يكنه الكرسي الرسولي للدور المركزي الذي تضطلع به الاممالمتحدة في الحفاظ على السلام والخير المشترك للبشرية والدفاع عن الحقوق الاساسية للانسان". وقد استقبل البابا فرنسيس الذي انتخب في 13 اذار/مارس للمرة الاولى الامين العام للامم المتحدة، في اجواء مريحة جدا، كما ذكر صحافيون كانوا موجودين اثناء اللقاء. وقال بان كي مون الذي رافقته زوجته واثنا عشر شخصاً "انه لشرف كبير لي ان التقيكم، ومن المهم جدا اللقاء مع زعيم روحي للعالم". وقدم بان كي مون للبابا كتابا كبيرا مجلدا يحتوي على ميثاق الاممالمتحدة بست لغات هي الصينية والانكليزية والفرنسية والعربية والاسبانية والروسية. وعقد اللقاء طبقا للبروتوكول الثابت للقاءات مع رؤساء الدول والشخصيات الرسمية. وقدم البابا الذي كان يتحدث باللغة الايطالية في حضور مترجم الى الامين العام لوحة فسيفسائية لروما. ثم اقترب من جميع افراد الوفد وقدم لهم سبحات عليها شعار سلفه بنديكتوس السادس عشر. ثم التقى الامين العام للامم المتحدة الكاردينال امين سر الدولة ترتشيتسيو برتوني. وفي مؤتمر صحافي عقده بعد اللقاء، ذكر بان كي مون انه ناقش مع الكاردينال برتوني جهود الاممالمتحدة لتحقيق اهداف تنمية الالفية على صعيد خفض الفقر. واشاد باسم فرنسيس الذي اختاره الكاردينال خورجي برغوليو. وقال ان "هذا الاختيار هو رسالة قوية من اجل تطبيق اهداف كثيرة حددتها الاممالمتحدة. وهذا يؤكد وقوفه الى جانب الفقراء وحرصه الشديد على التواضع وشغفه بتحسين ظروف الانسان". واضاف بان كي مون ان "البابا فرنسيس رجل سلام وصوت الذين لا صوت لهم. آمل في ان اواصل هذا الحديث في المستقبل". وخلص الى القول "كان من دواعي سروري ان ادعوه الى زيارة الاممالمتحدة في اول مناسبة تلائمه".