يبدو أن أعين بعض المغردين السعوديين مفتوحة وبشكل كبير على كل ما يطرحه مجلس الشورى من توصيات وقرارات أو حتى مطالبات لبعض الأعضاء. مع كل توصية وقرار هناك «هاشتاق» ينشئه المغردون على «تويتر». ومن يتابع التعليقات وردود الفعل على إيقاف توصية «صرف ثلاثة رواتب بدل سكن لموظفي الدولة» في «تويتر»، يلحظ اللغة التي بدأت تقسو وتعلو «حدتها» تجاه المجلس وأعضائه. «تويتر»، بدأ في محاسبة أعضاء الشورى على توصياتهم وقراراتهم، من خلال تغريدات لا يتجاوز عدد أحرفها140 حرفاً. لكن صداها والمعنى الذي تحمله مفرداتها يجعلانك تنظر إلى ما وراء هذه الأحرف. محمد القحطاني (أكثر من 20 ألف متابع) أبدى امتعاضه من مجلس الشورى في الهاشتاق ساخراً: «أتمنى أن يصرفوا لنا بدل مجلس شورى»، محمد لم يكن الوحيد الممتعض من المجلس، المغرد فيصل الجفن (67 ألف متابع) كتب يصف حال مجلس الشورى مع المواطنين بأنه «مثل التاجر اللي ساكن في قصر وعازم له رجال ومقلطهم على نواشف». ويبدو أنّ بعض المغردين بدأوا يعتقدون بوجود فارق في المستويين الاجتماعي والاقتصادي بينهم وبين أعضاء «الشورى»، وأنه السبب في إيقاف التوصية، إذ كتب نواف العبدالكريم (64 ألف متابع): «لن يستشعر المشكلة أياً كانت ويقاتل في حلها إلا من يعانيها»، فيما كتب الشاعر عيضة السفياني (أكثر من 16 ألف متابع): «صانع القرار لا يشعر بمرارة من يطبق عليه! طبيعي يوقفون بدل السكن، لأنهم كلهم عندهم أكثر من سكن!». وكان رئيس لجنة الإدارة والموارد البشرية في مجلس الشورى الدكتور محمد آل ناجي صرح بأن «توصية صرف ثلاثة رواتب كبدل سكن سنوي لموظفي الدولة انتهت بانتهاء عضوية مقدمها المهندس محمد القويحص»، إلا أن هذا التصريح فتح باباً جديداً للتغريدات والمغردين. ولأن هنالك مغردين يؤمنون بالعبارة التي تقول: «السخرية هي الحل» فقد اتجهوا لها. فكتب أحمد مشافي (1400 متابع): «كثر الله من أمثالهم وهذا دليل حرصهم على الشعب، اوقفوا بدل السكن علشان يعطونك السكن نفسه». وأتبعه محمد العيسى (17 ألف متابع): «طيب ما فيه مشكلة عادي، يصيرون مثلنا ما يستلمون بدل سكن». وما إن هدأت نار هذا «الهاشتاق» حتى استعرت نار «هاشتاق» آخر يتعلق بالشورى أيضاً، إذ أثار طلب عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالمحسن المارك زيادة أسعار البنزين والديزل المغردين، وبدأ المغردون حملة جديدة من التغريدات. الشاعر طلال حمزة (أكثر من 17 ألف متابع) كتب: «مشكلتنا مع مجلس الشورى تكمن في القرعة، فجميع المباريات التي لعبها الشورى ضدنا انتهت بضربات التجريح». فيما كتب المغرد عبدالله الملحم (13 ألف متابع): «لا أدري لماذا تذكرت دعوة ذلك المظلوم وهو يدعو على ظالميه.. روحوا جعلها ثلاث سوا بنزين وضوء وهواء». وكان عضو «الشورى» الدكتور المارك برر زيادة أسعار البنزين والديزل لترشيد استهلاكهما محلياً ومكافحة تهريبهما وغيرهما من المنتجات البترولية للدول المجاورة. ووجدت الفكرة قبولاً لدى بعض المغردين، لكن بشروط، إذ كتب خالد البواردي (66 ألف متابع): «الفكرة ممتازة في حال تم تحويل مبلغ الزيادة للمواطن، وبذلك يتوقف التهريب ولا تزيد الكلفة على المواطن». وكتب عبدالعزيز النغميشي (ألف متابع): «يبدو أن الشورى في هذه الدورة نشط، أنا معه بشرط توافر النقل العام، وهذا يحتاج وقتاً». فيما حاول عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالعزيز الحرقان، أن يوضح أن ما يتناقلونه ليس توصية خارجة من المجلس، بل هو رأي عضو واحد فيه: «عضو واحد فقط طالب بذلك كوسيلة لخفض الاستهلاك وليس رأياً للمجلس ولم يطرح هذا الاقتراح للتصويت».