نتوقف قليلاً عن أحاديث التسوق، والملابس، والمتاهات، لاتاحة الفرصة لك لتعقد اجتماعاً مغلقاً مع هاتفك الجوال، وتبدأ في استعراض الرسائل التي وردتك بالمئات خلال الايام القليلة الماضية، لدرجة إحساسك انك تحتاج إلى إجازة لاخذ راحة تامة من ارسال واستقبال اي رسائل نصية، او ربعية، او «ثمنية» من رسائل الهاتف المحمول الذي حمل كثيراً من الناس ما لا طاقة لهم به، واصبح رمضان في دخوله وخروجه موسماً مزدهراً للرسائل المنسوخة والمستنسخه وتلك المترجمة، والجميلة، والباهتة. ستبدأ الحذف والاضافة، وتستعيد ذكريات اجمل اسبوعين في كل سنة دراسية جامعية، وهما الاسبوعان الموسومان باسم «فترة الحذف والاضافة»، إذ كان الأهل يظنونك تدرس فعلياً، والجامعة تظنك في منزلك ترتب جدول ساعاتك لتحذف وتضيف المواد... ما علينا. غالباً الرسائل التي تأتيك من اسماء مسجلة على ذاكرة الهاتف لا علاقة لها بالموضوع، إذ هم اصدقاؤك او زملاء عملك او اقاربك وهم معروفون لديك، وربما انك حذفت رسائل تهنئتهم فور وصولها كونك سترسل رسالة الى كل القائمة الموجودة لديك، لكن يحدث ان تأتيك رسالة من اسم تستغرب لماذا هو موجود في قائمتك على رغم انتهاء العلاقة بينكما وهي غالباً عملية، وانك لم تتحدث معه منذ سنوات، فتقوم بحذف الاسم من القائمة. اما الرسائل التي اتتك من اسماء جديدة، فهي التي يتم اضافة اصحابها اذا تذكرت اعجابك بهم، او حاجتك اليهم، او حتى احياناً لانهم مصدر رسائل مبدعة وفارقة عن السائد والمعتاد. سنوياً اقوم بترشيح اجمل رسالة، من الرسائل العامة، احس فيها الجدة والابتكار، والرغبة القوية في التميز، وهذا العام فاز بسعفتي الجوالية عزيز علي اول حرف من اسمه «بدر الحسينان» كان نص رسالته «رسالتي ليست من صندوق الوارد بل من صندوق القلب، وليست اعادة ارسال بل اعادة تجديد الوفاء والحب... الخ من التهنئة الرمضانية، «واستفدت منها بتصرف من دون ان أسأله ان كان مؤلفها او معيداً لإرسالها، اما اقصر رسالة فقد وردت من صديق وزميل مهنة كانت عبارة عن ثلاث كلمات وحرف، كلمتان هما «الشهر مبارك» ثم الحرف الاول من اسمه، ثم اسم العائلة، احسست بمعاناته وتعبه فهاتفته واخبرني انه لا يجيد الكتابة بالعربية على لوحة المفاتيح، وكانت هذه الرسالة بمثابة انجاز كبير له. البعض يختصّ اصدقاءه او اقاربه الذين «يمونون» بان يرسل لهم اية رسالة جميلة تعجبه، مكرراً التهنئة عليهم عشرات المرات، وهو في النهاية سيحادثهم مباشرة لتهنئتهم بالشهر الكريم، لكنه احب مساعدة ملاك اسهم شركات الاتصالات، خصوصاً من الأرامل والأيتام ونحن في شهر كريم. نغمة الرسالة ليلة دخول الشهر سيطرت على اجوائك، فهل كنت سعيداً جداً بها، ام انها نكأت بعض التباريح؟ [email protected]