اعلنت منظمة الصحة العالمية ان عدد الوفيات بفيروس «ايبولا» حتى 8 الشهر الجاري ارتفع الى 4033 شخصاً من 8399 مصاباً في 7 دول، وسط مخاوف كبيرة من تفشي المرض في العالم دفعت دولاً الى اتخاذ اجراءات لمنع هذا الأمر. تزامن ذلك مع اعلان وزارة الصحة الروسية أن علماءها طوروا 3 لقاحات ستكون جاهزة خلال 6 أشهر. وقسمت المنظمة البلدان السبعة الى مجموعتين تضم الأولى الأكثر احتضاناً للإصابات، وهي غينياوليبيريا وسيراليون، والثانية نيجيريا والسنغال وإسبانيا والولاياتالمتحدة. وتضم ليبيريا العدد الأكبر من الاصابات (4076)، بينها 2316 وفاة. وفي الكونغو الديموقراطية التي تشهد انتشاراً منفصلاً للمرض، سجلت 71 اصابة بينها 43 وفاة. وأول من امس، وضع 41 عاملاً طبياً من الأممالمتحدة في حجر صحي في ليبيريا بعد اكتشاف اصابة ثانية خلال اسبوع بينهم، علماً ان بعثة المنظمة الدولية في ليبيريا تضم 6 آلاف شخص. ومنعت السلطات الصحافيين من دخول مراكز علاج المرضى لتغطية إضراب عاملين صحيين في مستشفى في مونروفيا، متهمة وسائل الإعلام ب «تجاوز الحدود». وقال الناطق باسم الحكومة اسحق جاكسون ان «الصحافيين ينتهكون خصوصية الناس، ويلتقطون الصور لبيعها الى مؤسسات دولية، ونحن سنوقف ذلك». الى ذلك، اعلن نائب محافظ البنك المركزي في ليبيريا، بويما كامارا، ان بلاده أنفقت أكثر من 40 مليون دولار من احتياطاتها خلال الأشهر القليلة الماضية لمواجهة تفشي «ايبولا». وقال كامارا على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن: «كان من الضروري التدخل بهذه الدرجة لتفادي أزمة سيولة». وأشار الى ان ليبيريا التي لا يزال نظامها للرعاية الصحية يتعافى من حرب أهلية امتدت بين عامي 1989 و2003، تسعى إلى انشاء شراكة مع المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي، بسبب الضغوط على احتياطاتها. ووعد المانحون هذا البلد بمساعدات بملايين الدولارات، لكن مسؤولين بينهم الرئيسة ايلين جونسون سيرليف يقولون إن «المساعدة تتدفق ببطء شديد». اجراءات اوروبا وأميركا ومع تزايد احتمالات انتقال الفيروس الى خارج غرب افريقيا، عُزّزت اجراءات الوقاية في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وأنشأت الحكومة الاسبانية لجنة وزارية خاصة لإدارة ازمة المرض تضم وزارات الصحة والخارجية والدفاع والداخلية وتحظى بمساعدة لجنة علمية. جاء ذلك وسط انتقادات حادة تواجهها حكومة ماريانو راخوي بسبب التأخر في ادخال الممرضة تيريزا روميرو المصابة بالمرض الى مستشفى كارلوس الثالث في مدريد، حيث انضم اليها 14 شخصاً خالطتهم بينهم مصففا شعر قدّما لها علاجاً تجميلياً قبل تشخيص إصابتها ب «ايبولا»، والذي وصل اليها خلال مشاركتها في علاج مبشّرين اسبانيين سابقين في غرب افريقيا توفيا بالمرض الشهر الماضي. وأفاد مصدر طبي بأن حال الممرضة الاسبانية المصابة افضل بعد علاجها بدواء «زد ماب» ، وباتت تستطيع الكلام، فيما لم تظهر عوارض المرض على باقي المعزولين. في نيويورك، بدأت اجراءات مكثفة في مطار «جي اف كنيدي» لمنع انتشار وباء «ايبولا»، حيث فحصت فرق مزودة أجهزة كشف حراري مسافرين قادمين من دول غرب افريقيا الأكثر تضرراً بالمرض، واستجوبتهم. ومطار «جي اف كنيدي» هو الأول بين خمسة مطارات أميركية ستطبق الفحص المشدد للقادمين إلى الولاياتالمتحدة من غينياوليبيريا وسيراليون. الى ذلك، وافق مشروعون أميركيون على استخدام 750 مليون دولار من أموال الدفاع لمكافحة «ايبولا» في غرب افريقيا، فيما صرح السناتور الجمهوري جيمس اينهوف، أكبر سناتور جمهوري في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، بأن «إدارة الرئيس باراك اوباما فشلت في التخطيط سلفاً لآلية الرد في المنطقة الموبوءة». وكان يان الياسون نائب الأمين العام قال، في افادة حول تفشي «ايبولا» امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «الاستجابة لنداء جمع بليون دولار كان بطيئاً وأدت الى جمع ربع المبلغ، كما هناك حاجة الى زيادة تدريب افراد الرعاية الصحية للتعامل مع الأزمة في ليبيريا وسيراليون وغينيا». وعلى غرار الولاياتالمتحدة، قررت بريطانيا تعزيز عمليات الكشف عن الامراض في مطاري «هيثرو» و «غاتويك» في لندن، ومنافذ قطارات «يوروستار» للقادمين من الدول الموبوءة، اضافة الى طرح اسئلة على المسافرين عن الدول التي زاروها اخيراً. وأعلنت كندا اجراءات مماثلة، وطالبت رعاياها بمغادرة سيراليون وغينياوليبيريا. وأكدت ان اي شخص قادم من هذه الدول سيخضع لفحوص ومراقبة. ويعقد وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي اجتماعاً استثنائياً في بروكسيل في 16 الجاري لبحث تعزيز الإجراءات في المطارات، وتكثيف فحص المسافرين القادمين من دول تفشى فيها المرض. في كولومبيا، وضع ثلاثة اشخاص عائدين من افريقيا تحت المراقبة في اطار خطة وقائية لمنع انتشار الفيروس. لكن اثنين منهم استبعدت اصابتهم بالمرض بعد مرور فترة الحضانة المحددة ب21 يوماً. اما الثالث فما زال يخضع لمراقبة رغم انه لا يعاني من حمى أو عوارض أخرى. وفي البرازيل، أدخل غيني في ال47 من العمر قدم من افريقيا، الى المستشفى قبل ثلاثة اسابيع. لكن وزير الصحة اوضح ان نتائج تحاليل هذا المريض الذي انخفضت حرارته ولا يعاني من اي عوارض اخرى، ستظهر خلال 24 ساعة. وفي الفيليبين، اعلن وزير الصحة انريكي اونا ان بلاده تدرس ارسال عاملين في القطاع الصحي الى غرب افريقيا للمساعدة في مكافحة «ايبولا». وأشار الى ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا طالبتا مانيلا بتقديم «موارد بشرية» لمكافحة الوباء.