كأنه أراد أن يعوض الصيام عن البطولات في موسمين ماضيين تنازل فيهما عن لقب الدوري لمصلحة الغريم التقليدي بروسيا دورتموند (2010، 2011)، وعن بطولة الكأس لمصلحة الفريق ذاته 2011 ولشالكة 2010 بالعودة إلى تنفس البطولات من الباب الكبير، محققاً رقماً قياسياً جعل منه أول فريق ألماني يحقق اللقب قبل ست جولات من نهايته، ومحطماً رقمه القياسي بالبطولة ال23 في تاريخه المرصع بالذهب، وذلك حينما تفوق على مضيفه اينتراخت فرانكفورت أمس (السبت) بهدف من دون رد، جاء ب«كعب» مايسترو خط الوسط الألماني سباستيان شفاينشتايغر. دخل أبناء العجوز الألماني يوب هاينكس المباراة، بغية الحصول على النقطة ال75 والخروج بأقل الخسائر، خصوصاً أن «الزعيم البافاري» تنتظره مباراة حاسمة الأربعاء المقبل أمام يوفنتوس الإيطالي في إياب دور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، والتي تفوق فيها البايرن ذهاباً بهدفين من دون رد، واستفادة هاينكس من المخزون الاحتياطي في تشكيلته، وأراح بعض العناصر المهمة في الفريق قبل أن يستعين بها في شوط ثانٍ جاء من خلاله هدف الحسم، من كرة تناقلها لاعبو البايرن ببراعة، قبل أن يختمها شفاينشتايغر هدفاً أول لفريقه بطريقة ساحرة، بعدما خادع حارس المرمى بكعبه (52)، مقرباً اللقب من فريقه بعدما أخفق الظهير الأيسر ديفيد ألابا في تسجيل ركلة الجزاء المحتسبة للفريق في الدقيقة ال27 من الشوط الأول. واحتفل حارس الفريق مانويل نوير الذي تعملق في ثلث الساعة الأخيرة من المباراة، وأخيراً بلقب الدوري الذي استعصا عليه مع فريقه السابق شالكه، وهو الحلم الذي أفصح عنه لحظة انتقاله إلى بايرن ميونيخ، إذ قال إن حلمه الأول هو الاحتفال ب«البوندسليغا»، كذلك قائد المنتخب الألماني فيلب لام الذي احتفل مع فريقه بلقب الدوري للمرة الأولى بصفته قائداً للفريق. وبهذا اللقب يكون بايرن ميونيخ استطاع تحقيق لقب من أصل ثلاثة، رشح لها هذا الموسم، إذ ما زال الأقرب للظفر ببطولة كأس ألمانيا الذي يلعب مباراة نصف النهائي في ال16 من الشهر الجاري أمام فولفسبورغ، بعدما تمكن من إقصاء حامل اللقب بروسيا دورتموند بهدف الهولندي آرين روبن، كما أن الفريق قاب قوسين من التأهل إلى دور نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، اللقب الذي عاند البايرن كثيراً، خصوصاً أنه أكثر فرق «القارة العجوز» حصولاً على وصافة المسابقة.