اكدت بيونغ يانغ انها غير قادرة على ضمان امن السفارات بدءا من الاربعاء 10 نيسان/ ابريل، ودعت بريطانيا وروسيا وغيرها من الدول الاوروبية الى التفكير في اخلاء بعثاتها الديبلوماسية وسط تزايد التوتر النووي وتاكيد واشنطن ان اطلاق كوريا الشمالية صاروخا لن يشكل مفاجأة. واشارت دول اوروبية عدة امس الجمعة الى تلقيها رسائل تقترح عليها سحب موظفيها من بيونغ يانغ التي قامت بنشر صاروخين متوسطي المدى على ساحلها الشمالي. وافادت الخارجية البريطانية في بيان ان بريطانيا "لا تعتزم اخلاء سفارتها على الفور". واضافت "اننا نتشاور مع شركائنا الدوليين حول تطورات الوضع. لم يتخذ اي قرار وليس لدينا مخطط فوري لاخلاء سفارتنا" وذلك في بيان صدر بعد اعلان بيونغ يانغ انها لن تعود قادرة على ضمان امن السفارات في حال اندلاع نزاع. وقالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية في وقت سابق ان "خطاب الحكومة الكورية الشمالية افاد انه اعتبارا من 10 نيسان لن تعود قادرة على ضمان امن السفارات والمنظمات الدولية في البلاد في حال اندلاع نزاع". واضافت "ما فهمناه هو ان كوريا الشمالية تسأل عما اذا كانت السفارات تعتزم المغادرة ولا تطلب منها المغادرة". واشارت الى ان بريطانيا تفكر في الخطوات التالية، ولكنها تذكر بيونغ يانغ بمسؤوليتها في حماية السفارات بموجب اتفاقية فيينا. من ناحيته، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس "تأخذ الوضع على محمل الجد" في كوريا الشمالية وألحّت على بيونغ يانغ "الامتناع عن القيام باي استفزاز جديد"، لكنها "لا تنوي" اجلاء الفرنسيين في كوريا الشمالية. وقال فيليب لاليو في بيان "نأخذ الوضع على محمل الجد ونحن على تشاور وثيق مع شركائنا الاوروبيين في كوريا الشمالية وكذلك مع وكالات الاممالمتحدة. لم يتقرر بعد اجلاء طاقم المكتب الفرنسي للتعاون (شخصين) ولا الرعايا الفرنسيين الذين يعملون مع المنظمات غير الحكومية ووكالات الاممالمتحدة في بيونغ يانغ". واضاف "نلح مجددا على دعوة كوريا الشمالية الى الامتناع عن القيام باي استفزاز جديد". وعرضت كوريا الشمالية امس على روسيا "التفكير" في اخلاء سفارتها كما اعلن الناطق باسم السفارة الروسية في بيونغ يانغ. وقال الناطق باسم السفارة الروسية دنيس سامسونوف، كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية، ان "ممثلا عن وزارة الخارجية الكورية الشمالية عرض في 5 نيسان/ ابريل على الجانب الروسي النظر في مسالة اجلاء موظفي السفارة الروسية". واضاف الديبلوماسي ان روسيا تلقت هذا العرض "وكذلك السفارات الاخرى في بيونغ يانغ نظرا لتفاقم التوتر في شبه الجزيرة الكورية". وتابع سامسونوف ان "روسيا اخذت علما بهذا الاقتراح وفي الوقت الراهن نحن في مرحلة اتخاذ القرار". من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان روسيا ستحاول "استيضاح الامر" قبل ان تتخذ قرارا. واضاف، خلال زيارته لطشقند، في تصريح لوكالات الانباء الروسية ان "الاقتراح عُرض على كل السفارات الموجودة في بيونغ يانغ. نحاول حاليا استيضاح الامر". وتابع "نحن على اتصال مع شركائنا الصينيين والكوريين الجنوبيين واليابانيين". وفي صوفيا قال متحدث باسم وزارة الخارجية ان كوريا الشمالية بعثت برسائل الى بلغاريا وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي تنصحها فيها بالتفكير في سحب موظفيها من بيونغ يانغ لاسباب امنية. وقال المتحدث ديمتار يابراكوف لوكالة فرانس برس "نعم لقد تلقينا مع دول الاتحاد الاوروبي الاخرى رسالة بهذا الشان موقعة من نائب وزير خارجية كوريا الشمالية". واضاف ان وزارة الخارجية الكورية الشمالية استدعت جميع السفراء الاجانب "وابلغتهم انها مستعدة لمساعدتهم في حال رغبوا في اخلاء بعثاتهم". واشار الى ان "رؤساء بعثات الاتحاد الاوروبي في بيونغ يانغ سيجتمعون غدا لمناقشة اتخاذ موقف مشترك وعمل مشترك". وفي برلين، اكتفى متحدث باسم وزارة الخارجية بالقول ان المانيا "تبحث في الوقت الراهن سلامة وظروف عمل سفارتها في بيونغ يانغ بسبب استمرار التصعيد" في التهديدات الاتية من كوريا الشمالية. من جهة ثانية، لن يغادر موظفو سفارة بولندا بيونغ يانغ. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية مارسن بوساكي للصحافيين "في هذا الوقت، قررنا الا نجلي احدا". واضاف "مع البلدان الاخرى التي لها سفارات في كوريا الشمالية، نجري تحليلا للوضع. ونعتقد ان ما يحصل خطاب للاستخدام في السياسة الداخلية". واكدت وزارة الخارجية التشيكية كذلك تلقي رسالة من بيونغ يانغ. وقال المتحدث كارل سرول لوكالة فرانس برس في براغ "استطيع ان اؤكد هذه المعلومات". واضاف ان "سفارة تشيكيا لديها خطة مفصلة للخطوات التي يمكن ان تتخذها في هذه الازمة. اذا تطلب الوضع مثل هذه الخطوات فانه سيتم اتخاذها"، مؤكدا ان سفارة تشيكيا في بيونغ يانغ فيها اربعة موظفين. وفي نيويورك، اكدت الاممالمتحدة ردا على المعلومات عن طلب بيونغ يانغ اجلاء موظفي السفارات، ان موظفيها في كوريا الشمالية يواصلون عملهم الانساني في كل انحاء البلاد. وقال المتحدث مارتن نيسركي ان "موظفي الاممالمتحدة في كوريا الشمالية ما زالوا يقومون بعملهم الانساني ويقدمون المساعدة للتنمية في كل انحاء البلاد"، لكنه اوضح ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "يدرس رسالة" السلطات الكورية الشمالية التي سلمت امس الجمعة خلال اجتماع في بيونغ يانغ الى السفارات الاجنبية والى ممثل للامم المتحدة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني امس ان اطلاق كوريا الشمالية المحتمل لصاروخ لن يشكل مفاجأة لواشنطن وذلك بعد نقل بيونغ يانغ صاروخين الى الساحل الشرقي للبلاد. وأكد كارني "لن نفاجأ برؤيتهم يتصرفون على هذا النحو"، ملاحظا ان هذا البلد قام بعمليات اطلاق في الماضي، مجددا دعوة سلطات كوريا الشمالية الى "وضع حد لاستفزازاتها". من ناحيته دعا الزعيم الشيوعي السابق لكوبا فيدل كاسترو بيونغ يانغ وواشنطن امس الى تجنب المواجهة وذكّر البلدين "بواجبهما" تجاه السلام. وقال في مقال افتتاحي في صحيفة "غرانما" التابعة للحزب الشيوعي "اذا اندلعت حرب هناك، فستحدث مذبحة رهيبة للناس". واضاف انه بعد ان اثبتت حكومة كوريا الشمالية "تطورها الفني والعلمي، فاننا نذكرهم بواجباتهم مع الدول التي كانت صديقة عظيمة لهم". واعلنت وزارة الدفاع الاميركية انها سترسل بطاريات اعتراض صواريخ لحماية قواعدها في غوام، الارض الاميركية التي تبعد حوالى 3800 كلم جنوب شرقي كوريا الشمالية وفيها حوالى ستة الاف عسكري اميركي. ويرى معظم الخبراء ان كوريا الشمالية ليست قادرة بعد على تجهيز صاروخ بالستي برأس نووي يمكنه بلوغ قواعد اميركية او اراض. واعلن جيش كوريا الشمالية اول من امس الخميس انه تلقى موافقة نهائية على عمل عسكري ضد الولاياتالمتحدة قد يتضمن اسلحة نووية. وسرت تكهنات أن بيونغ يانغ قد تقوم باطلاق صاروخ تزامنا مع عيد ميلاد مؤسس البلاد الراحل كيم ايل سونغ في منتصف نيسان الجاري. وتزايدت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ كانون الاول/ ديسمبر الماضي حين اطلقت كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى. وفي شباط/ فبراير قامت بيونغ يانغ بتجربتها النووية الثالثة ما ادى الى فرض عقوبات دولية جديدة عليها.