فتحت المحكمة العامة في محافظة جدة أخيراً، ملف قضية وفاة طفلين سعوديين إثر تعرضهما ل «مبيد حشري» تسرب من إحدى الشقق المجاورة لشقة الطفلين الواقعة شمال المحافظة، إذ انتهت التحقيقات في القضية الأولى، فيما لا تزال التحقيقات جارية في ملف آخر. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن المحكمة تسلمت ملف القضية من هيئة التحقيق والادعاء العام بعد استكمال التحقيقات مع أطراف القضية، وبعد دراسة تقرير الدفاع المدني المرفق في القضية، إذ بدأت بعقد جلسات قضائية للنظر في مطالبة ذوي المتوفين بحقهم الخاص والحق العام. وتسلمت هيئة التحقيق والادعاء العام في جدة أخيراً، ملف قضية «المبيد الحشري» الذي تسبب في وفاة الطفلة رازان الحربي، وإصابة ثلاثة من أفراد أسرتها بعد تسرب رائحة مبيد حشري من إحدى الشقق المجاورة إلى شقة الأسرة المنكوبة. ويواجه متهمان في ملف القضية مطالبات بالحق الخاص من جانب والد الطفلة، إذ شرع «المدعي العام» في فتح ملف القضية منذ أسابيع، بينما سيتم الاستماع إلى أقوال الأشخاص المتهمين في القضية قبل إحالتها إلى المحكمة الشرعية المختصة، فيما تأتي إحالة ملف القضية بعد اكتمال التحقيقات من جانب شرطة محافظة جدة، وإدارة الدفاع المدني في القضية من خلال أخذ أقوال الأسرة وسكان الشقق المجاورة، وبعض الأشخاص من العمالة الوافدة التي تبيع المبيدات الحشرية. وسبق أن تلقت الأجهزة المعنية بلاغاً يؤكد وقوع حال وفاة في أحد المستشفيات الخاصة، وأربع إصابات جراء التسمم بعد استنشاق «مبيد حشري» بالخطأ، إذ توفيت الطفلة رازان التي لا يتجاوز عمرها عامين ونصف العام، بينما أصيب شقيقها ريان ووالداها وخادمة المنزل. وأكدت الجهات المختصة حينها، أن الطفلة رازان التي توفيت جراء تسممها بعد استنشاقها «مبيداً حشرياً» كانت ضحية بيع غير مرخص، مشيرة إلى أن عدداً من اللجان المشتركة أجرت حملات تفتيش مفاجئة على المحال الموردة للمبيدات بعد الحادثة، كما أنها ضبطت مواقع لذلك، وتم إعداد محاضر بخصوصها، والرفع بها للجهات المختصة لتطبيق النظام. وكانت السلطات الأمنية في جدة فتحت التحقيق في وفاة عدد من الحالات بعد نقلهم إلى المستشفى متأثرين بال «مبيد الحشري» الذي يستخدم من جانب بعض الأشخاص سواء مواطنين أم مقيمين، إذ تنوعت المبيدات الحشرية المسجلة ما بين سائلة وصلبة تحولت إلى مادة غازية سامة بعد فترة مما تسبب في صعوبة في التنفس والصداع والغثيان الذي أدى إلى وفاة بعض الأطفال. يذكر أن حالات التسمم والاختناق في جدة بسبب غاز الفوسفين السام وصلت إلى أكثر من 10 حالات خلال الأعوام الماضية.