يفرض ماريو بالوتيللي وجوده بقوة في ميلان مناقضاً من توقّع أن يكون مستقبل المهاجم المشاكس قصيراً في الملاعب. ومنذ انتقاله إلى صفوف ناديه الجديد في كانون الثاني (يناير) الماضي، سجل «سوبر ماريو» 7 أهداف في 6 مباريات. وسواء هزّ الشباك أم صام عن التهديف، فإن بالوتيللي أضحى أحد النجوم الأساسيين الذين تتحدث عنهم الصحافة العالمية والرأي العام الكروي بكثرة، بعدما وفّر له النادي اللومباردي فسحة حرية «يتنفس» عبرها. لكن قد يكون بالوتيللي الوحيد بين هؤلاء النجوم الذين تثير أخبارهم جواً من المرح، خصوصاً عند إطلاقه تعليقات مثيرة للجدل. كذلك، قد يكون هذا المهاجم الأسمر الوحيد الذي تفوق الأنباء السلبية عنه نظيرتها الإيجابية، لذا توقّع كثر أن يكون «عمره قصيراً في الملاعب»، نظراً إلى الجلبة التي يثيرها، التي كادت تقضي مرات على مسيرة تألقه، منذ أن كان لاعباً في صفوف إنتر ميلانو، ثم في مانشستر سيتي. ويجزم محللون أن تألق هذا النجم المثير للجدل يرتكز أساساً على عامل نفسي. وهذا الأمر أحسن ميلان التعامل معه، إذ إنه ضمن لبالوتيللي حرية شخصية إلى أبعد الحدود قبل وصوله لارتداء قميص ال«روسونيري»، فأطلقه حرّاً في الملعب وخارجه. ويدرك المتابعون عن كثب أن مدرب ميلان ماسيميليانو أليغري لا يكلّف مهاجمه «الثوري» بمهمات استراتيجية ميدانية كثيرة، بعكس ما كان يحصل معه في مانشستر سيتي، إذ كان مواطنه روبرتو مانشيني مصرّاً على أن يقوم بالوتيللي بدور دفاعي ما، عبر الضغط على حامل الكرة في منطقة التهيئة الخاصة بالخصم، أو الانتقال أحياناً إلى منتصف الملعب والمشاركة في «الالتحامات البدنية» لاستخلاص الكرة، ما يؤدي إلى خروجه عن طوره واعتدائه على اللاعب المنافس، والنتيجة الحتمية عقوبة الطرد والتوقيف. وعموماً، لا يهوى بالوتيللي إجهاد نفسه والجري خلف الكرة أو محاولة استخلاصها، بل يفضّل لعب دور «الانتهازي» عندما لا تكون الكرة في حوزته. من هنا جاءت أهداف سجلها أخيراً من كرات مرتدة إليه عاجلها بتسديدة قوية في الشباك. لقد أعطي بالوتيللي الحرية في ميلان ومنح ثقة استثنائية. ولا يمانع المدرّب اليغري أبداً في تولي هذا «المتهوّر» تسديد ركلات الجزاء أو الركلات الحرة، وهي مسألة لا يحبذها مدربون آخرون يختارون عادة أكثر اللاعبين هدوءاً وتركيزاً لتنفيذ هذه المهمة، أو متخصصين في هذا المجال.