يرى الشاعر السعودي سعيد بن مانع، أن الشللية تلاشت نوعاً ما من الساحة الشعبية، كون أدوات النجاح أصبحت بيد الشاعر وحده. وقال سعيد بن مانع ل«الحياة»: «دخول الساحة الشعبية أصعب من قبل، لأن الشاعر الآن يتعامل مع الناس مباشرة، وللتعامل فنون لا يُجيده إلا القليل»، مشيراً إلى أن سبب وصوله إلى الجمهور في الوقت الحالي يعود إلى ابتعاده عن الإعلام واقترابه من الناس. وأضاف، أن الشاعر الشعبي يُنظر له بنظرة شعبية تراثية بحتة، لا تتعدى أجنحة المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، «وهذا من فعل أيدينا ليس من الناس، ولكن ما رأيته في «معرض الكتاب» من إقبال واحترام للشاعر وفكره الأدبي مثلج للصدر»، داعياً زملاءه إلى تحسين صورة الشاعر واسترجاع الصورة الحقيقية له. وفيما يأتي نص الحوار بزغ نجمك في الفترة الأخيرة، ما هو السر في ذلك؟ - السر يكمن في أنني ابتعدت عن الإعلام واقتربت من الناس. وصلت قصائدك إلى الناس قبل أن يعرفوك، هل هذا يعني أن متذوقي الشعر لا يزالون موجودين؟ - هذا لن يرضي غرور الشاعر الحقيقي، الذي يرفض أن يصل ما كتبه قبل أن يصل، وما ذكرته أنت مؤشر جيد على أن متذوقي الشعر لا زالت قلوبهم تنبض. كتبت قصائد عن البطالة والإثيوبيين، لماذا تطرقت إلى تلك القضيتين؟ - الشاعر عضو من هذا الجسد، وما يضره يضرك، وأنا ضمن المدعوين للسهر والحمى. وقّعت كتابك «بكامل قواي القلبية»، في معرض الرياض الدولي الكتاب أخيراً، كيف رأيت نظرة رواد المعرض للشاعر الشعبي؟ - كانت نظرة زوار «معرض الكتاب» إلى الشعراء جيدة، والإقبال أكثر من رائع. الشاعر الشعبي أصبح يُنظر له بنظرة شعبية تراثية بحتة، لا تتعدى أجنحة المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، وهذا من فعل أيدينا ليس من الناس، ولكن ما رأيته في «معرض الكتاب» من إقبال واحترام للشاعر وفكره الأدبي مثلج للصدر، وأدعو زملائي الشعراء إلى تدارك الوضع وتحسين صورة الشاعر، بل استرجاع الصورة الحقيقية له. هل ترى أن الشعراء الشبان محاربون في الساحة الشعبية؟ - لا يوجد أحد محارب الآن، فالأدوات كلها أصبحت بيدك، عليك فقط استخدامها جيداً. بماذا تصنّف نفسك من بين الشعراء؟ - أترك الحُكم للجمهور، وهو من يصنف الشعراء. على رغم حضورك القوي في الفترة الحالية، هل هذا يشجعك لخوض المنافسة في المسابقات الشعرية؟ - المسابقات الشعرية حالياً تعمل فقط على تطويرك وتوسيع مداركك الإعلامية، بيد أنها لا تخدمك جماهيرياً، فلو أنها تخدم لكنت تعلم أنني شاركت في برنامج شاعر المليون. لماذا الشعراء الشعبيين لا يتخلون عن قصائد المديح؟ - يظل المدح أحد أغراض الشعر التي لا نستطيع طمسها ولا يحق لنا ذلك، لأننا امتداد لمن سبقونا عبر التاريخ، ولكن هناك من استخدم هذا الغرض في شكل سيئ، حتى أصبح الشاعر يخجل أن يمدح، ولو كان الممدوح مستحقاً. هل دخول الساحة الشعبية أصبح سهلاً للشعراء المبتدئين، على العكس تماماً من السابق؟ - كما ذكرت لك أن أدواتك أصبحت بيدك و«الشللية» تلاشت قليلاً، ومع ذلك أقول لك إن دخول الساحة الشعبية أصعب من قبل، لأن الشاعر الآن يتعامل مع الناس مباشرة، وللتعامل فنون لا يُجيده إلا القليل. مَن الشاعر الذي تعتبره مثلك الأعلى في الشعر؟ - يُعجبني شعراء وأستمع إليهم بدقة، وليس لي مثلٌ أعلى على الإطلاق، فلو اتخذت لك مثلاً أعلى لن تستطيع إقناع نفسك أنك ستعتليه يوماً. وجود القبلية في الشعر، هل تراه مؤثراً إيجابياً للشاعر أم سلبياً؟ - المجتمع القبلي يحتم عليك المشاركة كنوع من مجاملة اللطف، التي لا تستطيع التخلي عنها أدباً، والإكثار من ذلك والحضور المستمر ينعكس سلباً على الشاعر والشعر. أعلنت عن ميولك لنادي الهلال، ألا ترى أن اتجاه الشعراء للرياضة أصبح ظاهرة ربما تفقد الشعراء جماهيرهم؟ - أنا أعلنت عن ميولي ولم أعلن اتجاهي للرياضة، وكتبت في الهلال الكثير ولكن لم أكتب قصائد، وإنما أبيات متفرقة لكل مناسبة. الاستعانة بجمهور الرياضة في الشعر لا يُعيبك، ولكن قد يُحجمك. مواقع التواصل الاجتماعي بماذا خدمتك؟ - خدمتني في كل شيء. الشيلات فنٌ ظهر على الشعر أخيراً، هل له تأثير في كلمات القصيدة؟ - للأمانة لست من محبيّ هذا الفن كمؤدٍ، أريد فقط أن أكون مستمعاً لكل جميل منها. ويبقى للشيلات جمهور ومحبون، وأحياناً نلبي رغبة الجمهور احتراماً ومحبة لهم. وبالنسبة للتأثير فلها تأثير نوعاً ما، لكنه ليس على الجميل من القصائد. ما جديدك من ناحية الأمسيات والمهرجانات؟ - لدي مشاركات في مهرجان «ربيع ينبع» و«ملتقى بيشة»، وكذلك أصبوحة في جامعة البحرين.