بلغت نسبة تسوس أسنان الأطفال السعوديين، 90 في المئة، بحسب إحصاءات رسمية، صدرت في أواخر العام 2012. فيما أظهرت دراسة مسح ميداني، أن أطفال السعودية «الأعلى عالمياً» في تسوس الأسنان. واحتلت منطقة عسير المرتبة الأولى في هذا المجال. فيما كشف استشاريون ومختصون في مجال أمراض الأسنان واللثة، عن زيادة «ملحوظة» في أعداد المراجعين خلال العام الماضي، مقارنة مع الأعوام السابقة. وانتقدوا «ضعف الوعي»، الذي اعتبروه «السبب الرئيس للإصابة بالتسوس». كما انتقدوا «عدم إسهام المدارس في زيادة مستوى الوعي بين الطلبة، بأهمية المحافظة على الأسنان». وقال اختصاصي أمراض الأسنان واللثة الدكتور عبد المنعم العمري، في تصريح إلى «الحياة»: «إن هناك ضعفاً في مستوى أداء الحملات التي تقام للتوعية بأمراض الأسنان. كما أن جهل كثير من الأسر بكيفية الحفاظ على أسنان أطفالهم، ساهم في تفشي الإصابات»، لافتاً إلى أن «الأطفال من عمر 4 إلى 5 أعوام هم الأكثر حضوراً في العيادات، بسبب إصابتهم بالتسوس، ما يدل على مستوى الجهل بالحفاظ على سلامة الأسنان واللثة بين أسرهم، وعدم معرفة كيفية الحفاظ على الأسنان سليمة». وأكد العمري، على دور الصحة المدرسية، «الكبير» في رفع مستوى وعي الطلبة، مشيراً إلى «غياب البرامج التوعوية الحقيقية الموجهة إلى الطلبة، إلا في الأيام العالمية، من خلال بروشورات، وأركان منوعة، وفحوصات مجانية، وهذا أسلوب غير صحيح في تقديم المعلومة إلى الطلبة، فالأولى أن تكون كعادات يلتزمون بها في المدرسة والمنزل، منذ نشأة الطفل، سواءً في الحفاظ على الأسنان، أو غيرها من الجوانب الصحية»، مطالباً بإطلاق «حملة وطنية لوقاية الأسنان من التسوس، لأن تفشيه بين أفراد المجتمع يؤدي إلى مضاعفات لاحقة، خصوصاً أن التسوس يأتي بسبب عدم الإلمام بالطرق الصحيحة في تنظيف الأسنان، أو عدم تنظيفها، إضافة إلى الغذاء غير المتوازن، الذي يعتبر من العوامل الرئيسة المؤدية إلى تهالك الأسنان». بدوره، انتقد اختصاصي الأسنان الدكتور طالب العيسى، الأنماط والعادات الصحية لدى الكثيرين، منوهاً إلى أن «أغلب الدراسات العلمية الحديثة، أكدت أن أمراض الفم، سواءً المتعلقة في اللثة أو اللسان، ناجمة عن عدم العناية في الأسنان»، مشيراً إلى إحصاءات صدرت أخيراً، أوضحت أن «نسبة مراجعي عيادات الأسنان ارتفعت مقارنة في الأعوام الماضية، وغالبيتهم من الأطفال. كما اتضح أن نسبة إنفاق السعوديين على علاج الأسنان عالية، مقارنة في الدول المجاورة، لاسيما أنهم قليلاً ما يلجؤون إلى المستشفيات الحكومية. بل يفضلون المراكز والمستوصفات التابعة للقطاع الخاص».