سبحان الله.. هذا ما قلت وأنا أقرأ مقالة (عائلة مصرية) للشيخ سلمان العودة في صحيفة «الأهرام» المصرية التي «تأخونت» تلقائياً، ولولا ذلك ما كان للشيخ سلمان أن ينشر فيها. في مقالة الشيخ خرجت بانطباع أن سلمان قال في مقالته كل شيء، لكنه لم يقل شيئاً! لم أجد كلمة «احتقان» في المقال على رغم أن الاحتقان في أرض الكنانة وصل ذروته بين تيار الإخوان المسلمين والتيارات الأخرى، حتى بات الرئيس محمد مرسي يهدد باللجوء إلى حال الطوارئ التي كانت مفروضة على المصريين لأكثر من ثلاثة عقود! لم يكتب الشيخ سلمان عن هذا ولا عن أي شيء بعينه محل انتقاد، بينما ذهب قبل مقالته إلى كتابة كلمة «احتقان» بكثرة مهدداً بها بنعومة في خطابه «التويتري» عن شأن بلاده، ليصبح خطابه يمثل فئة «تويترية» معظمها معرّفات مستعارة ومجهولة، مدندناً بملف المعتقلين الذين لا أحد يزايد عليهم لا الشيخ سلمان ولا غيره. الحقيقة ببساطة أنه لا يوجد احتقان عندنا كسعوديين تجاه أحد بعينه، وإن كان هناك احتقان فهو من هيئة مكافحة الفساد والهيئات المشابهة لها كافة، التي تحرص على الشكل بلا ملامح في أعمالها. واحتقاننا من الأسعار التي لا تهدأ للمواد الغذائية حتى أصبحت ورقة ال500 ريال لا تفعل شيئاً إذا أصبح البيت السعودي خاوياً من الطعام. مقالة «عائلة مصرية» تمنيت أن يكون عنوانها «عائلة سعودية» ليبحث أبو معاذ بقلمه السيال عن بثّ روح التفاؤل وتقبل الآخر ومكافحة احتقان الجيوب الأنفية بنقد صريح للخدمات المهترئة لوزارة الصحة. كنت أتمنى - وما زلت - أن أقرأ للشيخ سلمان وغيره من أصحاب المشالح الفاخرة أن ينتموا إلى الناس، وإلى عذابات الفقير وهواجس قلقه من لقمة العيش ونكد الأيام. لم أقرأ في المقابل في «عائلة مصرية» سوى كلام لا ينتظره المصريون عن فسيفساء الحال المصرية وتنوع أطياف المجتمع الذي يطالب فيه الشيخ سلمان بلم الشمل ذاهباً للتاريخ وتذكير قراء «الأهرام» بتاريخ مصر الجديد والقديم، مستشهداً بشخصية مصر التي كتبها المفكر الراحل جمال حمدان، كل ذلك يعرفه المصريون، ولم يكن قارئ «الأهرام» ينتظر هذا اليوم وحاجته إلى «السولار»، والرغيف أولى بجنيهات صحيفة يقرأ فيها رومانسيات إخوانية قادمة من جهات الإخوان العربية كافة، أو من يهجسون بخلافة من المنامة إلى مضيق جبل طارق ليعود للإسلام مجده. ما أضحكني في مقالة «عائلة مصرية»، وتستحق والله كل عائلة مصرية أن تضحك مع الشيخ سلمان وليس عليه، فقد قال في مقالته: (إن لسان حال المصريين كما قال أحدهم: أخاصمك نعم... أسيبك لا)! والواقع أن أحدهم هذا غش الشيخ سلمان في عبارته وهي: (أخاصمك آه... أسيبك لا)! من أغنية نانسي عجرم (آه ونص).. أو ربما سمعها الشيخ من دون تقصد طبعاً فنسبت لأحدهم، وهو مع افتراض النية الحسنة نسب صحيح. وحتى نانسي عجرم لو يعلم الشيخ مهمتها اليوم في فك الاحتقان بين حماسة المشاركين في برنامج «آرب آيدول» واستهزاء رفيقتها في لجنة التحكيم الفنانة أحلام! ما أرجوه ألا يكتب الشيخ في مقالة قادمة: «قال لي أحدهم: قول عني ما تقول». [email protected] abdullah1418@