في حين تَوَاصل القتال في مدينة عين العرب السورية بين الأكراد ومسلحي «داعش»، أرسل التنظيم تعزيزات إلى المدينة الحدودية مع تركيا حيث يواجه منذ نحو شهر مقاومة شرسة تحولت معها البلدة الصغيرة إلى رمز لمقاتلة هذا التنظيم المتطرف. ونجح المقاتلون الأكراد الأقل تسليحاً من عناصر «داعش» في صد أكثر من هجوم على عين العرب رغم سقوط مربعهم الأمني يوم الجمعة الماضي، في وقتٍ شن الائتلاف الدولي العربي غارات جديدة على مواقع التنظيم في محيط وداخل المدينة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن «داعش» يجلب مقاتلين من الرقة «معقله الرئيس» وحلب، مضيفاً أن قيادة التنظيم لجأت كذلك «إلى إرسال أشخاص غير مُلمِّين كثيراً بالأمور القتالية». وذكر عبدالرحمن أن التنظيم المتطرف «وضع كل ثقله في المعركة» التي يخوضها منذ نحو شهر ويحاول خلالها السيطرة على هذه المدينة التي تبلغ مساحتها 6 إلى 7 كيلومترات مربعة. ووصف مدير المرصد المعركة ب «الحاسمة بالنسبة للتنظيم، إذ إن خسارته لها ستزعزع صورته أمام الجهاديين». وبحسب عبدالرحمن، لم يتقدم التنظيم المتطرف كثيراً في عين العرب منذ أن سيطر الجمعة على المربع الأمني للمقاتلين الأكراد الذين تقودهم جماعة «وحدات حماية الشعب». وتدور معارك كر وفر بين الطرفين، ويستميت المقاتلون الأكراد في دفاعهم عن مدينتهم وكانوا قد شنوا عدة هجمات على أكثر من جبهة استهدفت إحداها آليات للتنظيم كانت تحاول الدخول إلى المدينة، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 36 مقاتلاً متشدداً على الأقل. من جهتهم، حاول مقاتلو التنظيم المتطرف السبت الماضي الوصول للمرة الأولى إلى الحدود التركية في شمال البلدة قبل أن ينجح الأكراد في دحرهم. في موازاة ذلك، تشن قوات التحالف الدولي العربي غارات متواصلة على معاقل المتطرفين بينها 9 غارات قبيل منتصف ليل السبت- الأحد استهدفت خصوصاً الأحياء الشرقية لعين العرب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ولفت المرصد إلى «سقوط قتلى بين الجهاديين وتدمير آليات» في هذه الضربات الجوية، دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل. ومنذ بدء الهجوم على عين العرب، قُتِلَ أكثر من 570 شخصاً في الاشتباكات وعمليات القصف والغارات الجوية، بينما فر 300 ألف شخص من المدينة وصل أكثر من 200 ألف منهم إلى تركيا التي تتعرض لضغوط دولية متزايدة للانخراط في الحملة ضد «داعش». ومن المتوقع أن تكون المعركة في عين العرب على جدول مباحثات اجتماع لقادة عسكريين في الدول المشاركة في التحالف الدولي العربي، وعددها 21 دولة، غداً الثلاثاء في واشنطن لتقييم استراتيجيتهم في وقت دخلت حملتهم ضد «داعش» شهرها الثالث في العراق وأسبوعها الثالث في سوريا.