أعلنت سورية أنها ستتخذ خطوات لدعم عملتها الأسبوع المقبل بعد هبوط الليرة نحو 25 بالمئة مقابل الدولار الشهر الماضي ضمن تراجع مستمر منذ عامين بسبب الانتفاضة وما أعقبها من حرب أهلية. ويأتي إعلان محافظ البنك المركزي أديب ميالة الذي نقلته وسائل الإعلام الحكومية بعد تعهد مبهم بالدعم الشهر الماضي لم تعقبه خطوات في الأيام التالية مما أثار مخاوف من أن تكون السلطات غير عازمة على استخدام احتياطياتها لدعم العملة. وقال ميالة "سيتم بيع القطع الأجنبي إلى المصارف ومؤسسات الصرافة ... بما يضمن استقرار قيمة الليرة السورية عند مستويات مقبولة." وتشتعل الحرب الأهلية الآن في معظم محافظات سورية وتقول الأممالمتحدة إن 70 ألفا قتلوا في الحرب. وقال مصرفيون ومتعاملون إن الليرة فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ بدء الانتفاضة عام 2011 حين كان سعرها 47 ليرة للدولار. وتدخلت الحكومة عدة مرات لدعم الليرة التي تراجعت مع تراجع الثقة وتهافت السوريين على شراء الدولار. لكن الاحتياطيات الأجنبية لسورية - التي هبطت بالفعل بسبب تراجع السياحة وإيرادات النفط ومحاولات سابقة لدعم العملة - تبلغ بحسب تقديرات بعض المصرفيين أربعة مليارات دولار وهو ما يعني أن البنك المركزي لا يستطيع مواصلة دعم الليرة بلا نهاية. وكانت الاحتياطيات الأجنبية لسورية قبل الانتفاضة 17 بليون دولار وفقا لتقديرات مسؤولين واقتصاديين مستقلين. وإذا سمح البنك المركزي لليرة بالهبوط فإن ذلك سيرفع التضخم في بلد ارتفعت فيه بالفعل أسعار الغذاء والوقود بنسب كبيرة. ويقول اقتصاديون إن التضخم قد يكون بلغ نحو 40 بالمئة.