ربط مدير الأوقاف والدعوة والإرشاد في محافظة حفر الباطن الشيخ مطارد العنزي، بين حوادث الاعتداء التي تعرضت لها مساجد في المحافظة أخيراً، وبين قلة الوظائف التي تخصص من جانب وزارة المالية لحفر الباطن، لافتاً إلى تخصيص 18 وظيفة لأئمة ومؤذنين وخدم. فيما الاحتياج إلى 200 وظيفة. وذكر أن نصف مساجد حفر الباطن ال500، «من دون أئمة ومؤذنين رسميين». وعقد العنزي، الذي تولى منصبه أخيراً، لقاءً تعارفياً مع وسائل الإعلام، لإطلاعهم على طبيعة عمل الإدارة، والخطوات التطويرية التي تعتزم الإدارة تنفيذها، واتسم اللقاء ب «الشفافية» و»الوضوح». وطالب العنزي، جميع وسائل الإعلام والمواطنين، ب «التواصل مع إدارة الأوقاف عند مشاهدة ملاحظات، سواءً في المساجد أو من يشغّلها»، مضيفاً أن «أكبر إشكالية تواجه إدارة الأوقاف هو عدد المساجد في المحافظة، الذي يفوق 500 مسجد، أكثر من نصفها ليس له رقم وظيفي للإمام والمؤذن، ما يعني أن أكثر من نصف الأئمة والمؤذنين متطوعون، ولا يرتبطون بوزارة الشؤون الإسلامية». وعزا وجود هذا التباين إلى أن «عدداً من المساجد يتبرع بإقامتها محسنون، فلا تدخل في خطة وزارة الشؤون الإسلامية، التي توضع بالتنسيق مع وزارة المالية، والتي تأتي برقم وظيفي للمؤذن والإمام». وأردف «لعل حادثة حرق المساجد الخمسة حصلت لأن 3 من منها من دون أئمة ومؤذنين رسميين. بينما المسجدان الباقيان كانت الأقفال مكسورة». وأكد أن الحوادث «حالة فردية، وليست عملاً منظماً، بحسب إفادة الجهات الأمنية، ويقف خلفها شخص يعاني اضطرابات نفسية». واستدرك العنزي، أن هذه الحوادث، التي وقعت في اليوم الأول لمباشرته مهمات عمله، قبل نحو شهر، «أوضحت بجلاء للوزارة، حاجة المساجد لتأمين وظائف لهذه المساجد، لأن من واجبات المؤذنين إقفال المساجد وفتحها، ما يجنب حدوث إشكالات كثيرة»، مضيفاً أنه «لم يخصص لحفر الباطن في آخر وظائف طرحت على مستوى المملكة، سوى 18 وظيفة. بينما الاحتياج يتجاوز 200، إن لم يكن أكثر». وعن جديد الإدارة أوضح العنزي، أن «إدارة الأوقاف والدعوة والإرشاد قامت خلال شهر ربيع الآخر الماضي، بإعادة ترتيب أوراقها، عبر حزمة من التنظيمات، منها إعداد قاعدة بيانات لجميع الجوامع والمساجد في مدينة حفر الباطن، والمدن والهجر التابعة لها، عبر تشكيل 14 فريقاً، كانت مهمتها إعداد ملف مستقل لكل مسجد، يحوي صوراً لجهاته الخارجية الأربع، ومن داخله، إضافة إلى موقعه، وإحداثياته، واسم المؤذن، والإمام، والخادم. كما تم إدراج المساجد والجوامع على برامج الملاحة الإلكترونية، ووضع كراسة مواصفات خاصة لبناء المساجد، حينما يتقدم متبرع لبناء مسجد، تراعي المواصفات والمقاييس، بما فيها العزل والسلامة. وتم حصر مستلزمات المساجد، من أثاث، ومواد تنظيف، لتأمينها ومتابعتها بشكل دوري». وذكر أنهم بصدد «إنشاء موقع إلكتروني للإدارة، ليكون نافذة تواصل، وعمل خطة سنوية، لتحديد احتياج المحافظة من المساجد»، موضحاً أن «مبنى المحافظة الجديد يجري إنشاؤه، بعد أن تم تغيير الموقع القديم»، مؤكداً أنهم في الأوقاف يحتاجون إلى «القليل من الوقت، مع وعد بأن يشاهد الجميع تطوراً في عملنا»، مضيفاً أن «أولوياتنا في العمل ضبط الوضع التنظيمي، والتخطيط الدقيق، كي يسير عملنا وفق خطة، وهو ما كان ينقصنا».