ربما لا يكون منظر السجود شكراً لافتاً في الملاعب العربية، لكنه كان أمس حاضراً في واحدة من أبرز مواجهات المنافسات الإنكليزية التي جمعت فريقي تشلسي ومانشستر يونايتد من نجم المباراة الأول السنغالي ديمبا با، ولعل ما فتح دائرة الاهتمام ب«سجوده» معرفة الكثيرين أنه لاعب مسلم، وهي حال لم تعد غريبة على الملاعب الإنكليزية، خصوصاً أن المسلم الآخر في فريق مانشستر سيتي يايا توريه أسهم في تغيير آلية الاحتفال بتتويج فريقه بطلاً للدوري في الموسم الماضي، بعد أن رفض الاحتفال بفتح زجاجة خمر كما جرت عليه العادة، وهو يردد: «أنا مسلم»، وهي اللقطة التي راجت عبر موقع ال«يوتيوب» والتواصل الاجتماعي. وبالعودة إلى ديمبا، فهو اعتاد أن يحتفل بكل هدف يسجله بسجود شكر، وقام بذلك مراراً وتكراراً حينما كان نجماً لفريق نيوكاسل الإنكليزي، إلا أن انتقاله إلى صفوف تشلسي الإنكليزي بسبعة ملايين يورو، جعل العيون شاخصة أكثر على المهاجم السنغالي، فبات محط أنظار المتابعين، وهو يحل مكان الإسباني فيرناندو توريس الذي انتقل إلى تشلسي ب50 مليون يورو، ليحين موعد المباراة الأهم للهداف الأفريقي، وفريقه يلاقي مانشستر يونايتد في كلاسيكو إنكليزي، فكُتب له في المواجهة المرتقبة أن يكون فارساً لها، وأن يضع بصمته المؤثرة بهدف رجح كفة فريقه، لينتصر بالمباراة، ويختطف بطاقة التأهل إلى نصف النهائي، واحتفل بهدفه كعادته دائماً بالتوجه إلى ركن الملعب، ليسجد شاكراً لله. كما أن المهاجم الذي استهل مسيرته الكروية بتمثيل فريق هوفينهايم الألماني غرّد عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعد مباراة تشلسي مع مانشستريونايتد، مبدياً إعجابه بالعطاء، والفريق، والهدف، وختم تغريده بكتابته: «الحمد لله»، وعُرف عن دمبا با صيامه شهر رمضان، على رغم خوض فرقه السابقة، ومن ضمنها وست هام ونيوكاسل الإنكليزيان، مباريات الدوري في وقت الظهيرة، وواجه با بعض المساعي من فريق نيوكاسل الطبي لثنيه عن الصيام في الأيام التي يحتاجه خلالها الفريق في مباريات الدوري على أقل تقدير، من أجل إراحة جسده وعدم تعرضه للإرهاق، إلا أنه أصرّ على موقفه، وخاض المباريات، كما أنه سجل هدفين في شهر رمضان، وهو أيضاً ما جرى مع اللاعب المالي كانوتيه الذي يمثل فريق إشبيلية الإسباني الذي رفض أوامر مدربه بترك الصيام أيام المباريات.