لم تقتصر فعاليات مهرجان «الدوخلة» في نسخته ال10 على البعد التراثي، ولا حتى الثقافي والترفيهي، إذ كان للجوانب التنموية حضورها في المهرجان المقام على شاطئ بلدة سنابس شرق جزيرة تاروت، برعاية «الحياة»، وذلك من خلال برنامج «مشروعي»، الذي تقوم فلسفته على «علمني كيف أصطاد، ولا تعطني سمكة». ولم تبتكر إدارة المهرجان المشروع، إذ شرعت في العمل عليه سابقاً جمعية القطيف الخيرية، بالتعاون مع مركز «وعي للاستشارات»، بيد أن إدارة «الدوخلة» أفردت مخيماً خاصاً للمشروع، الذي يهدف إلى «إدارة الفقر، وليس مساعدة الفقراء بتقديم الإعانات، لتنطلق الأسر بمشاريعها الخاصة، كل بحسب ميوله وأهدافه وما يُتقن». وقدمت الطفلة بنين آل يعقوب (11 عاماً) مشروعها «سينابوني»، بعد أن خضعت لدورات تدريبية في «وعي»، عن التربية المالية والاجتماعية. وأطلقت مشروعها لصنع «الكب كيك». وتقف بنين في ركنها الخاص ضمن خيمة «مشروعي»، لتعرض ما تصنعه بيديها الصغيرتين في مقابل خمسة ريالات للقطعة. وتقول:»أشعر بالفخر عندما أرى الإقبال كبيراً من الحضور، وتبقّى لدي سبع قطع». حينها بادر رجل الأعمال الناشط اجتماعياً سعيد الخباز، بفتح مزاد على بقية القطع خارج خيمة «مشروعي»، وتم بيعها في مقابل 600 ريال، ما شكل دافعاً لبنين للاستمرار في ما تقوم به. إلا أن فاطمة آل محسن (ثمانية أعوام) فاجأت الحضور، بمشروعها الخاص «ميلك شيك»، الذي تتولى العمل فيه بنفسها، إذ تقوم بخفق الحليب مع الفواكه الطبيعية المختلفة، ليخرج بطعم آخر، حظي بطلب وإطراء كل من قام بشرائه. ولم تقتصر المشاريع على المأكولات فقط، فهناك الإكسسوارات، والرسم على الخزف، وبيع الألعاب التعليمية، وصناعة الخوصيات، والرسم على الوجوه، و«كوفي شوب»، وتنسيق باقات الورد. فيما ستقام مزادات لمنتجات أخرى في الأيام المقبلة. بدوره، قال مدير لجنة «كافل اليتيم» في الجمعية الخيرية بالقطيف علي الشبركة: «وجهنا دعوات إلى جمعيات خيرية لحصر الراغبات بالانضمام إلى «مشروعي»، وتلقينا ردوداً إيجابية من خمس جمعيات خيرية، إضافة إلى جمعيتنا وهي: تاروت، والبر في سنابس، والصفا، وأم الحمام، والجش». وعن الأهداف، ذكر «أن تكون لكل عائلة مستفيدة من الجمعيات الخيرية مهنة تساعدها في سد حاجتها، ويكون ذلك وفق خطوات مدروسة، لذلك كان التعاون بيننا وبين «وعي» لتقديم برنامج «أفلاطون» المتخصص في التربية المالية والاجتماعية». وأضاف الشبركة: «حصلت المشاركات على دعم كبير من إدارة المهرجان، كما كان ل«وعي» دور كبير في أن تقف المشاركات على أرضية صلبة، وحصلت مشاركتان على تعاقد مدته عام كامل مع مؤسسات وشركات، إحداهما ترسم على الخزفيات، والأخرى تنسق باقات الورود، الفكرة رحبت بها إدارة المهرجان، وأصرّت على تقديم المشروع وتخصيص موقع له، من دون أي مردود مالي أو إيجار للموقع». وعن رؤية برنامج «مشروعي» قالت مديرة مركز «وعي» غادة آل سيف: «هو أول مشروع تدريبي للأيتام والمحتاجين يتضمن تدريبهم مالياً ومهنياً واجتماعياً، لدعمهم بالمهارات والخبرات، التي تتيح لهم تأسيس مشاريع تجارية». ويخضع البرنامج لمراحل، ففي الأولى «قمنا بتدريب 63 مشاركة من الفئة العمرية 8 إلى 18 عاماً، على البرنامج الدولي «أفلاطون» بمعدل 20 ساعة. والمرحلة الثانية عرض جميع المشاركات على رجال وسيدات الأعمال ضمن مهرجان «الدوخلة». ويستمر مهرجان الدوخلة المقام على كورنيش سنابس حتى الأحد المقبل، بفعالياته الأساسية وعددها 18، وهي: القرية التراثية، والتراث البحري، والحرف اليدوية والمقهى الشعبي، والمعارض الفنية ومعارض الأسر المنتجة، والنحت على الرمال، والخيمة الثقافية، وبرنامج «مشروعي الصغير»، والمسرح الخليجي والمحلي، ومعرض القرآن الكريم، ومعرض للسلامة المنزلية، والسيارات المعدلة، والخيمة الصحية، وعرض المعرفة والاستكشاف، والسلامة المرورية، وقرية الألعاب الترفيهية، والمرسم الحر.